عبد الله بن أويس المدني: ليس به بأس]، فرواه عن الزهري، عن سالم بن عبد الله بن عمر، أن عبد الله بن عمر أخبره، أن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر الصديق أخبره؛ أن عائشة قالت: قال رسول الله ﷺ: «أَلَمْ تَرَيْ إِلَى قَوْمِكِ حِيْنَ بَنَوا الكَعْبَةَ اقْتَصَرُوا عَنْ قَوَاعِدِ إِبْرَاهِيمَ ﵇»، قالت: قلت: يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم؟ قال رسول الله ﵇:«لولا حدثان قومك بالكفر»، قال عبد الله بن عمر: فوالله لئن كانت عائشة سمعت ذلك من رسول الله ﷺ؛ ما أرى رسول الله ﷺ ترك استلام الركنين اللذين يليان الحجر؛ إلا أن البيت لم يتمم على قواعد إبراهيم ﵇، إرادة أن يستوعب الناس الطواف بالبيت كله من وراء قواعد إبراهيم ﵇.
أخرجه أحمد (٦/ ١١٣)(١١/ ٥٩٩٤/ ٢٥٤٦٦ - ط المكتز)، والخطيب البغدادي في رواية الصحابة عن التابعين (٤٤ - اختصار ابن حجر)، وأبو موسى المديني في اللطائف (٣١٠). [الإتحاف (١٧/ ٨٧/ ٢١٩٢٠)، المسند المصنف (٣٨/ ١٠٢/ ١٨١٨١)].
قلت: وهذا حديث صحيح، وهذا الحديث قد سمعه ابن عمر من عبد الله بن محمد بن أبي بكر الصديق، أخي القاسم بن محمد، فوهم في اسمه أبو أويس، وقال: عبد الرحمن، وفيه: إثبات سماع الصحابي المكثر عن إحدى أمهات المؤمنين بواسطة تابعي مقل.
وآخره:«إرادة أن يستوعب الناس الطواف بالبيت كله»، هذا مدرج، ليس من كلام ابن عمر، فصله مالك.
فقد رواه مالك؛ أنه سمع ابن شهاب، يقول: سمعت بعض علمائنا، يقول: ما حجر الحجر، فطاف الناس من ورائه، إلا إرادة أن يستوعب الناس الطواف بالبيت كله.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٨٩/ ١٠٥٦ - رواية يحيى الليثي)(٧٤٢ - رواية القعنبي)(١٢٨٠ - رواية أبي مصعب الزهري)(ق ٥٦/ ب - موطأ ابن القاسم برواية سحنون)(٢/ ٢٢٢/ ١٣٦٤ - رواية ابن بكير).
ومن طريقه: الشافعي في الأم (٣/ ٤٥٠/ ١١٧٧)، والبيهقي في المعرفة (٧/ ٢٣٩/ ٩٩٢٥١ و ٩٩٢٥٢). [وقد وهم ابن تيمية في شرح العمدة (٥/ ٣٢٦)، فعزاه لأحمد، إنما رواه مالك في الموطأ].
وقد صح في حديث معمر السالف ذكره، قول ابن عمر في آخره: إني لأظن رسول الله ﷺ لم يترك استلامهما إلا أنهما ليسا على قواعد البيت، ولا طاف الناس وراء الحجر إلا لذلك.
له وحديث عائشة هذا قد رواه نافع مولى ابن عمر:
• يرويه: عبد الله بن وهب: أخبرني مخرمة بن بكير، عن أبيه، قال: سمعت نافعا مولى ابن عمر، يقول: سمعت عبد الله بن أبي بكر بن أبي قحافة، يحدث عبد الله بن عمر عن عائشة زوج النبي ﷺ، أنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ، يقول: «لولا أن قومك