للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحجر، ويستلم من الأركان ركن الحجر والركن اليماني، ولا يستلم غيرهما، ومن لم يقدر على تقبيله مسه بيده وقبل يده، وكان يجفى من لم يقبل يده عند استلام الحجر، وحسن السجود على الحجر، وذكر أن ابن عمر وابن عباس فعلاه، فإذا لم يقدر على الاستلام وتقبيله ولا مسه، فإذا حاذاه كبر ورفع يديه وكبر».

• وقال ابن المنذر في الإشراف (٣/ ٢٧١): «واختلفوا في تقبيل اليد عند استلام الركن، فمن رأى أن يقبل يده عند استلام الركن: ابن عمر، وجابر بن عبد الله، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري، وابن عباس، وسعيد بن جبير، وعطاء، وعروة بن الزبير، وأيوب السختياني، والثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.

وقال عمرو بن دينار: كان يجفأ من استلم ثم لا يقبل يده.

وقال مالك: يضع يده على فيه من غير تقبيل، وروي ذلك عن القاسم بن محمد.

قال أبو بكر: بالأول أقول، لأن أصحاب رسول الله قد فعلوه، وتبعهم على ذلك جمل الناس. وقد روينا عن النبي أنه فعل ذلك».

ثم قال (٣/ ٢٧٢): «كان عمر بن الخطاب، وابن عباس، يسجدان على الحجر.

وفعل ذلك طاووس، وبه قال الشافعي، وأحمد بن حنبل. وأنكر مالك من بين الناس ذلك، وقال: بدعة. وبما روي عن عمر، وابن عباس نقول. قال أبو بكر: وقد روينا فيه عن النبي حديثا أنه فعل ذلك [قلت: ولا يثبت فيه شيء مرفوع، وصح فعله عن ابن عباس].

• وقال الخطابي في أعلام الحديث (٢/ ٨٧٥) في معنى قول عمر لما قبل الحجر: «معنى هذا الكلام: تسليم الحكم في أمور الدين، وترك البحث عنها وطلب العلل فيها، وحسن الاتباع فيما لم يكشف لنا عنه من معانيها، وقد توجد أمور الشريعة على ضربين: أحدهما: ما كشف لنا عن علته، وبين وجه الحكمة فيه. الآخر: ما لم يبين ذلك منه، فما كان من هذا الضرب فليس فيه إلا التسليم، وترك المعارضة له بالقياس والمعقول، وإنما فضل ذلك الحجر على سائر الأحجار، كما فضلت تلك البقعة على سائر بقاع الأرض، وكما فضل يوم الجمعة على سائر الأيام، وليلة القدر على سائر الليالي، ولذلك يقول القائل في مكة: ما أنت يا مكة إلا وادي … شرفك الله على البلاد، وليس لهذه الأمور علة يرجع إليها، وإنما هو حكم الله ﷿، ومشيئته ﴿لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ﴾ [الأَنْبِيَاءُ: ٢٣]، ﴿لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ﴾ [الأعراف: ٥٤]».

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٥٧): لا يختلفون أن تقبيل الحجر الأسود في الطواف من سنن الحج لمن قدر على ذلك، ومن لم يقدر على تقبيله وضع يده عليه ورفعها إلى فيه، فإن لم يقدر على ذلك أيضا للزحام كبر إذا قابله، فمن لم يفعل فلا حرج عليه، ولا ينبغي لمن قدر على ذلك أن يتركه؛ تأسيا برسول الله وأصحابه بعده».

وقال أبو الوليد الباجي في المنتقى (٢/ ٢٨٧): «قول عمر: إنما أنت حجر؛ يريد أن

<<  <  ج: ص:  >  >>