أصعد على الصفا والمروة ولا يصعد، قال: فقلت له: ما لك لا تصعد؟ قال: هكذا طاف النبي ﷺ. فلقيت سعيد بن جبير فسألته عن ذلك، فقال: كذب الخبيث، طاف النبي ﷺ وهو شاك بالبيت على راحلته، يستلم الأركان بمحجنه.
ولفظ إسحاق: عن سعيد بن جبير قال: كان رسول الله ﷺ مريضاً فطاف بالبيت على ناقته، واستلم الحجر بمحجنه، ولم يستطع أن يصعد على راحلته.
أخرجه القاضي أبو يوسف في الآثار (٥٤٨)، ومحمد بن الحسن في الآثار (٣٣١)، وابن خسرو في مسند أبي حنيفة (٣٥١).
قلت: العمدة على رواية سفيان الثوري عن حماد بن أبي سليمان عن سعيد بن جبير مرسلاً، وما عداه فلا يلتفت إليه.
وأبو حنيفة النعمان بن ثابت: ضعيف الحديث قال البخاري: «كان مرجئاً، سكتوا عنه، وعن رأيه، وعن حديثه»، وقال مسلم:«مضطرب الحديث، ليس له كبير حديث صحيح»، وقال عمرو بن علي الفلاس:«ليس بالحافظ، مضطرب الحديث، واهي الحديث»، وقال النضر بن شميل:«متروك الحديث ليس بثقة»، وقال ابن عدي:«له أحاديث صالحة، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف … ، ولم يصح له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثاً … »، وقد ضعفه الجمهور، وتكلم فيه عامة النقاد والمحدثين حتى كاد أن يكون إجماعاً؛ إلا شيئاً نقل عن ابن معين: [انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٣٢٢). التاريخ الكبير (٨/ ٨١). الضعفاء للبخاري (٣٨٨). كنى مسلم (٩٦٣). الجرح والتعديل (٨/ ٤٥٠). ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٦٨). المجروحين (٣/ ٦١). الكامل (٨/ ٢٣٥)(١٠/ ١١٩ - ط الرشد). ضعفاء الأصبهاني (٢٥٥). الاستغناء (٦٢٤). تاريخ بغداد (١٥/ ٤٤٤). تاريخ الإسلام (٣/ ٩٩٠). السير (٦/ ٣٩٠). موسوعة أقوال الإمام أحمد (٤/١٦). ذكر من اختلف العلماء ونقاد الحديث فيه (٥١). الأنوار الكاشفة (٥١). التنكيل (١/ ٢٥٨ و ٣٥٨). الجامع في الجرح والتعديل (٣/ ٢١٠)].
• وخالفهم أبو مقاتل حفص بن سلم، فرواه عن أبي حنيفة، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: طاف النبي ﷺ بالبيت وهو شاك على راحلته، يستلم الأركان بمحجنه. وفي رواية: طاف النبي ﷺ بين الصفا والمروة وهو شاك على راحلته.
أخرجه أبو محمد الحارثي في مسند أبي حنيفة (٨٩٨ و ٨٩٩).
قلت: هذا حديث موضوع آفته أبو مقاتل حفص بن سلم السمرقندي، وهو: أحد المتروكين، والمتهمين بالوضع [اللسان (٣/ ٢٢٥)].
ولا يفوتني التنبيه على ما سبق بيانه مراراً: أن مصنّف مسند أبي حنيفة، أعني: أبا محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب بن الحارث بن خليل الحارثي البخاري الكلاباذي الحنفي الفقيه: متهم بوضع الحديث، وكذلك: الحسين بن محمد بن خسرو، أبو عبد الله البلخي ثم البغدادي السمسار [المتوفى سنة ٥٥٢٦]، قال فيه تلميذه أبو القاسم