للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال الرافعي في شرح مسند الشافعي (٤/ ٢٩٠): «والمذكور ها هنا يشعر بأنه أفاض إلى مكة ليلاً، والثابت أنه أفاض إلى مكة وطاف نهاراً؛ وإنما أفاض ليلاً بعض نسائه بإذنه على ما تقدم».

وقال الذهبي في المهذب في اختصار السنن الكبرى (٤/ ١٨٥٠): «فهذا يُشكل على حديث أبي الطفيل الذي لمسلم؛ من أنه طاف على بعيره، ثم خرج فسعى عليه، والذي لا ريب فيه أنه طاف ماشياً، فرمل، ثم مشى؛ كان يوم عمرة القضية، فنحرر هل طاف ماشياً في حجته؟».

وقال ابن القيم في زاد المعاد (٢/ ٢٨٠ - ط عطاءات العلم): «قلت: هذا مع أنه مرسل، فهو خلاف ما رواه جابر في الصحيح عنه؛ أنه طاف طواف الإفاضة يوم النحر نهاراً، وكذلك روت عائشة، وابن عمر، كما سيأتي».

• ورواه ليث بن أبي سليم، عن عطاء، وطاووس، ومجاهد، عن جابر، وابن عباس، قال: قدمنا مع النبي ولا نريد إلا الحج، فأهللنا بالحج، وطاف رسول الله على راحلته، يستلم الركن بمحجن كان معه، ثم عدل إلى السقاية، فقال: «انزعوا لي منها»، فنزعوا له دلواً، فأخذ حسوة فمضمض، ثم مجه في الدلو، ثم قال: «أعيدوه فيها»، فقال: «يا بني هاشم! إنكم على عمل صالح؛ لولا أن تُغلبوا عليه أو تُتخذ سنة لأخذت معكم»، ثم أتى منزله فخطب أصحابه، وقال: «إن العمرة قد دخلت في حجكم، فحلوا إلا من كان معه هدي»، وقال: «لولا أن معي هدياً لكثرتكم»، فقام سراقة بن مالك، فقال: يا رسول الله، ألعامنا أم للأبد؟ قال: «بل للأبد».

وكان يعجبهم ما وافق صنيعهم صنيع أهل الجاهلية، وكان أهل الجاهلية يقولون: إذا انسلخ صفر، وعفا الوبر، وبرأ الدبر فقد حلت العمرة لمن اعتمر.

أخرجه الطبراني في الكبير (١١/٣٩/١٠٩٧٢). [تقدم تخريجه في الفضل (٢٥/ ٢٩٨/ ١٧٩٢)]

قلت: ليث بن أبي سليم: ضعيف؛ لاختلاطه وعدم تميز حديثه، وقد أنكروا عليه الجمع بين عطاء وطاووس ومجاهد، وهو صالح في المتابعات [التهذيب (١١/ ٢٢٠ - دار البر)].

ولم يضبط هذا الحديث: أما موضع الشاهد في استلام الحجر بالمحجن، وقصة السقيا: فالمحفوظ فيه أنه من مرسل طاووس.

• وأما قصة سراقة: فالمحفوظ ما رواه حماد بن زيد، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر:

وعن ابن جريج، عن طاووس، عن ابن عباس ، قالا: قدم النبي وأصحابه صبح رابعة من ذي الحجة مهلين بالحج، لا يخلطهم شيء، فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة، وأن نحل إلى نسائنا، ففشت في ذلك القالة.

<<  <  ج: ص:  >  >>