للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبي وأمي، ثم أمر بدلو، فنزع له منها، فشرب فمضمض، ثم مج في الدلو، وأمر به فأهريق في زمزم، ثم أتى السقاية، فقال: «اسقوني من النبيذ»، فقال عباس: يا رسول الله! إن هذا شراب قد مغث، وثفل، وخاضته الأيدي، ووقع فيه الذباب، وفي البيت شراب هو أصفى منه، قال: «منه فاسقني»، يقول ذلك ثلاث مرات، وأعاد النبي قوله ثلاث مرات، كل ذلك يقول: «منه فاسقني»، فسقاه منه فشرب، قال ابن طاووس: فكان أبي يقول: هو من تمام الحج. لفظ الأزرقي.

ولفظ الشافعي: أن النبي أمر أصحابه أن يُهَجِّروا بالإفاضة، وأفاض في نسائه ليلاً، وطاف بالبيت يستلم الركن بمحجنه - أظنه قال: ويقبل طرف المحجن - لفظ الشافعي.

أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٥٤٦/ ١٣٤٦)، وفي المسند (٢٨ و ٣٧٢)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/ ٥٨)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ١٠١)، وفي المعرفة (٧/ ٩٩٨٨/ ٢٦٠).

وهذا مرسل بإسناد صحيح، وذكر الطواف بالليل شاذ، إنما طاف نهاراً ظهراً، وهو شاهد جيد في تقبيل المحجن إذا استلم به الحجر.

• ورواه معمر بن راشد ثقة ثبت من أثبت الناس في ابن طاووس، عن

ابن طاووس، قال: طاف رسول الله بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه، ثم يهوي به إلى فيه.

أخرجه عبد الرزاق (٥/ ٢٥٧/ ٩٢٠٩ - ط التأصيل الثانية).

وهذا معضل بإسناد صحيح، وذكر طاووس فيه محفوظ.

هكذا رواه إسحاق بن إبراهيم الدبري راوي مصنف عبد الرزاق، وهو: صدوق؛ إلا أن سماعه من عبد الرزاق متأخر جداً، وقد سمع منه بعد ما عمي، وكان يصحف، ويحرف. انظر: شرح العلل لابن رجب (٢/ ٧٥٤). اللسان (٢/٣٦)، عن عبد الرزاق.

• وخالفه الحسن بن يحيى بن الجعد العبدي [الجرجاني، نزيل بغداد: صدوق]، فقال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أن النبي طاف على راحلته وهو شاكٍ، يستلم الركن بمحجنه، ثم يقبل طرف المحجن.

أخرجه ابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٧٠/ ٨٠ - مسند ابن عباس).

وهذا مرسل بإسناد صحيح، وذكر الشكوى شاذ، إنما طاف على الراحلة ليراه الناس، وهو شاهد جيد في تقبيل المحجن إذا استلم به الحجر.

• قال الماوردي في الحاوي (٤/ ١٥٢): «والدلالة على أنه طاف بغير شكوى: رواية سفيان عن ابن طاووس عن أبيه؛ أن رسول الله أمر أصحابه أن يهجروا بالإفاضة، وأفاض بنسائه ليلاً، فطاف على راحلته يستلم الركن بمحجنه - أحسبه قال: ويقبل طرف وروي عن جابر أن النبي إنما ركب ليراه الناس، وفي هذا دلالة على أنه - المحجن لم يركب من شكوى».

<<  <  ج: ص:  >  >>