بمحجنه، مضطبعاً بثوبه على راحلته، والمسلمون يطوفون معه قد اضطبعوا بثيابهم، وعبد الله بن رواحة يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله … إني شهدت أنه رسوله
حقا وكل الخير في سبيله … نحن قتلناكم على تأويله
كما ضربناكم على تنزيله … ضربا يزيل الهام عن مقيله
ويذهل الخليل عن خليله
فقال عمر بن الخطاب: يا ابن رواحة! فقال رسول الله ﷺ: «يا عمر إني أسمع». فأسكت عمر.
أخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ٧٣٥).
قلت: محمد بن عمر الواقدي: متروك، متهم، يروي أحاديث لا أصل لها [التهذيب (٣/ ٦٥٨)].
ورواه عبد الله بن شبيب الربعي، قال: حدثني ذؤيب بن عمامة السهمي، قال: حدثني عمرو بن عثمان التيمي [عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب، مولى آل طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي: ثقة]، قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة المازني [الأنصاري المازني: ثقة، من السادسة]، عن الحارث بن عبد الله بن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، عن أبيه، عن أم عمارة الأنصارية ﵂، قالت: شهدت عمرة القضية مع رسول الله ﷺ، وكنت قد شهدت الحديبية، فكأني أنظر إلى رسول الله ﷺ حين انتهى إلى البيت وهو على راحلته حتى دنا من الركن، فاستلم الركن بمحجنه مضطبعا، والمسلمون مضطبعون، وعبد الله بن رواحة ﵁ بين يديه ﷺ يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله … أنا الشهيد إنه رسوله
حقا وكل الخير في سبيله … نحن قتلناكم على تأويله
كما قتلناكم على تنزيله
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٠٣/ ٦٢٧).
قلت: هذا حديث باطل؛ ذؤيب بن عمامة السهمي: صدوق، روى مناكير [الجرح والتعديل (٣/ ٤٥٠). الثقات (٨/ ٢٣٨). ضعفاء الدارقطني (٨٩). اللسان (٣/ ٤٣٠)]، وعبد الله بن شبيب أبو سعيد الربعي: أخباري علامة؛ لكنه واه، ذاهب الحديث، وكان يسرق الحديث [الميزان (٢/ ٤٣٨). اللسان (٤/ ٤٩٩)].
١١ - مرسل طاووس بن كيسان:
يرويه: الشافعي، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي:
عن سفيان بن عيينة، عن ابن طاووس، عن أبيه؛ أن النبي ﷺ أفاض في نسائه ليلاً، وطاف على راحلته يستلم الركن بمحجنه، ويقبل طرف المحجن، ثم أتى زمزم، فقال: «انزعوا، فلولا أن تغلبوا عليها لنزعت» فقال العباس ﵁: إن يفعل فربما فعلت، فداك