كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٤٧ - باب في تقبيل الحجر - ج: 30 - ص: 167

في السير [(٢/ ٣٥٦)]، والبيهقي في الدلائل [(١/ ١٩٩)] [وبمتنه تحريف]، وابن عساكر في تارخ دمشق (٣/ ٣١٣).

قلت: ولا يثبت هذا عن أبي إسحاق السبيعي الهمداني، وهو كثير الأصحاب جداً، ولا يُعرف يونس بن أبي يعفور في أصحاب أبي إسحاق، فضلاً عن أن يكون متقدم السماع منه، ويونس بن أبي يعفور الكوفي: ضعفه أحمد، وابن معين، والنسائي، وقال الساجي: «فيه ضعف»، وقال أبو زرعة: «صدوق»، وقال العجلي: «لا بأس به»، وانفرد الدارقطني بقوله: «ثقة»؛ فلم يصب، وأدخله العقيلي وابن عدي في الضعفاء، وأورده ابن حبان في الثقات، ثم أورده في المجروحين، وقال: «منكر الحديث، يروي عن أبيه وعن الثقات مالا يشبه حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به عندي بما انفرد من الأخبار»، وهذا جرح مفسر، يقدم على التوثيق المجمل، وهو موافق لقول من ضعفه من أئمة النقاد، وقول أبي زرعة والعجلي يدل على وقوع الوهم في مروياته؛ فمثله لا يحتمل حديثه إلا عند المتابعة، لذا قال ابن عدي: «ممن يكتب حديثه»، يعني: في المتابعات [ضعفاء العقيلي (٤/ ٤٥٩). الجرح والتعديل (٩/ ٢٤٧). المجروحين (٣/ ١٣٩) (٣/ ٤٤٤ - ط الرسالة) (٢/ ٥٨٦ - ط اللؤلؤة). التهذيب (١٥/٣٩)]، وعليه فهو حديث منكر، والله أعلم.

٩ - حديث أبي رافع:

• يرويه: محمد بن الهيثم البغدادي [أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حماد بن واقد الثقفي مولاهم البغدادي ثم العكبري قاضيها: ثقة حافظ]، قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: حدثنا فائد مولى عبيد الله بن علي لا بأس به. التهذيب [(١٠/ ٥٧٤)]، عن عبيد الله بن علي بن أبي رافع، عن جده ﵁، قال: رأيت النبي ﷺ طاف بالبيت على راحلته يستلم الركن بمحجنه.

أخرجه البزار (٩/ ٣٢٤/ ٣٨٧٧).

وهذا حديث ضعيف، رواية عبيد الله بن علي بن أبي رافع عن جده: مرسلة، وهو: لين الحديث، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني: مدني نزل طرسوس، وهو: ضعيف، قال البخاري: «في حديثه نظر»، وقال الذهبي: صاحب أوابد [التهذيب (١/ ٥٩٠). الميزان (١/ ١٧٩)]

١٠ - حديث أم عمارة نسيبة بنت كعب:

• يرويه: يعقوب بن محمد [هو: ابن أبي صعصعة، شيخ للواقدي، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي صعصعة [الأنصاري المازني: ثقة، من السادسة]، عن الحارث بن عبد الله بن كعب هكذا يقع في أسانيد الواقدي، ولم أقف له على ترجمة]، عن أم عمارة، قالت: شهدت عمرة القضية مع رسول الله ﷺ، وكنت قد شهدت الحديبية، فكأني أنظر إلى النبي ﷺ حين انتهى إلى البيت وهو على راحلته، وابن رواحة آخذ بزمام راحلته - وقد صف له المسلمون - حين دنا من الركن، حتى انتهى إليه، فاستلم الركن