قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٣٤٩): «رواه ابن حبان في صحيحه، في النوع الثامن والعشرين من القسم الخامس، من حديث: موسى بن عبيدة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ الترمذي سواء»، كذا قال:«موسى بن عبيدة»، ثم قال:«وبهذا الإسناد: رواه عبد بن حميد، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلي الموصلي في مسانيدهم، وابن أبي شيبة في مصنفه في فتح مكة، وابن أبي حاتم في تفسيره، وابن مردويه، كلهم عن موسى بن عبيدة الربذي، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر».
قلت: هذا حديث منكر، رواه عن عبد الله بن دينار: موسى بن عبيدة الربذي، وهو: ضعيف؛ صالح في المتابعات، إلا فيما يرويه عن عبد الله بن دينار، فقد روى عنه مناكير [راجع: فضل الرحيم الودود (٩/ ٢٥٢/ ٨٣١)]، ولم يتابعه عليه إلا من هو مثله في عبد الله بن دينار.
• ورواه روح بن عبادة [ثقة]، وعبيد الله بن موسى [ثقة]، قالا:
حدثنا موسى بن عبيدة: حدثنا أخي عبد الله بن عبيدة، عن ابن عمر، قال: طاف رسول الله ﷺ على راحلته يوم فتح مكة، يستلم الأركان بمحجن معه.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢١/ ٥٣/ ٣٩٦٩١ - ط الشثري)، وأبو يعلى (١٠/ ١٣٤/ ٥٧٦١). [المسند المصنف (١٥/ ١٠٤/ ٧١٧٤)].
وهذا إسناد ضعيف؛ لأجل موسى بن عبيدة الربذي، وهو: ضعيف.
وأخوه عبد الله بن عبيدة: صدوق، روى له البخاري متابعة [صحيح البخاري (٤٣٧٨ و ٧٠٣٣)]، ومن ضعفه فلأجل رواية أخيه موسى عنه، قال يعقوب بن شيبة:«قد أدرك غير واحد من الصحابة»، وذكره ابن حبان في ثقات التابعين، ولم يذكر له البخاري سماعاً من أحد من الصحابة، وقال أبو حاتم:«روى عن عقبة بن عامر وسهل بن سعد، لا أدري سمع منهما، أم لا؟»، وقال أيضاً:«يروي عن سهل بن سعد، فلا أدري أدركه، أم لا؟»، وقال ابن خلفون:«لم يسمع من سهل بن سعد» [التاريخ الكبير (٥/ ١٤٣).
الجرح والتعديل (٥/ ١٠١). علل الحديث (١٦٩٦). الثقات (٥/٤٥). المجروحين (٢/٤). غنية الملتمس (٢٨٩). التعديل والتجريح (٢/ ٨٤١). تاريخ دمشق (٢٩/ ٣٦١). التهذيب (٢/ ٣٨٠)].
• ورواه عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ خطب الناس يوم فتح مكة، فقال:«يا أيها الناس، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم، وخلق الله آدم من تراب، قال الله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾».