زكريا بن أبي زائدة [وهم ثقات]، وأبو همام [محمد بن الزبرقان الأهوازي: ليس به بأس]:
عن موسى بن عبيدة الربذي [ضعيف]، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ دخل مكة حين دخلها وهو معتجر بشقة برد أسود، فطاف على راحلته القصواء، في يده محجن يستلم به الأركان، قال: قال ابن عمر: فما وجدنا لها مناخاً في المسجد، حتى نزل على أيدي الرجال، ثم خرج بها حتى أنيخت في الوادي، ثم خطب الناس على رجليه، فحمد الله وأثنى عليه بما هو له أهل، ثم قال:«أيها الناس إن الله قد وضع عنكم عُبِيَّة الجاهلية وتعظمها بآبائها الناس رجلان: فبر تقي كريم على الله، وكافر شقي هين على الله، أيها الناس إن الله يقول: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ [الحجرات: ١٣]، أقول هذا، وأستغفر الله لي ولكم»، قال: ثم عدل إلى جانب المسجد، فأتي بدلو من ماء زمزم فغسل منها وجهه، ما تقع منه قطرة إلا في يد إنسان، إن كانت قدر ما يحسوها حساها، وإلا مسح بها، والمشركون ينظرون، فقالوا: ما رأينا ملكاً قط أعظم من اليوم، ولا قوماً أحمق من اليوم، ثم أمر بلالاً فرقي على ظهر الكعبة، فأذن بالصلاة، وقام المسلمون فتجردوا في الأزر، وأخذوا الدلاء وارتجزوا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها، فلم يدعوا أثراً من المشركين إلا محوه أو غسلوه. لفظ عبيد الله [مقرون عند ابن أبي شيبة]، وبنحوه رواه أبو عاصم [عند عبد بن حميد]، وقال:«وتكبرها بآبائها»، ولم يذكر بعد الخطبة شيئاً، وكذلك رواه مختصراً: ابن أبي زائدة [عند ابن أبي حاتم].
ولفظ ابن أبي زائدة مختصراً [عند الفاكهي، وابن جرير]: طاف رسول الله ﷺ على ناقته القصواء يوم فتح مكة، معتجراً بشقة برد أسود، في يده محجن يستلم [به] الأركان [كلها].
أخرجه ابن أبي شيبة (٢١/ ٥٣/ ٣٩٦٩١ - ط الشثري)، وإسحاق بن راهويه في مسنده [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٣٥٠)]، وعبد بن حميد (٧٩٦)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٤٣/ ٤٥٩)، وإسحاق بن إبراهيم البستي في تفسيره (٢/ ٣٩٣/ ٩٨٩)، وأبو يعلى [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٣٥٠)]، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٦٥/ ٧٢ - مسند ابن عباس)، وابن أبي حاتم في التفسير (١٠/ ٣٣٠٦/ ١٨٦٢٢)(٧/ ٣٧٨ - تفسير ابن كثير)[وبسنده تحريف]، وأبو الشيخ في الثواب (٣/ ٦٠٦/ ١٢٤٧ - الغرائب الملتقطة)، وابن مردويه في التفسير [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٣٥٠)، وابن حجر في الفتح (٦/ ٥٢٧)]، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ١٢٣/ ٣٥٤٤)، وفي التفسير (٧/ ٣٤٨)، والذهبي في معجم الشيوخ (٢/ ١٦٤). [المسند المصنف (١٥/ ١٠٤/ ٧١٧٤)].