قال الترمذي:«هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر إلا من هذا الوجه.
وعبد الله بن جعفر: يُضعَّف، ضعَّفه يحيى بن معين وغيره، وهو والد علي بن المديني».
قلت: هو حديث منكر؛ رواه عن عبد الله بن دينار المدني: عبد الله بن جعفر بن نجيح السعدي مولاهم أبو جعفر المديني، وهو: ضعيف، تركه بعضهم، وقال أبو حاتم:«منكر الحديث جداً، ضعيف الحديث، يحدث عن الثقات بالمناكير»، وقال ابن عدي:«عامة حديثه عمن يروي عنهم: لا يتابعه أحد عليه» [الجرح والتعديل (٥/٢٣). الكامل (٥/ ٢٩٧). التهذيب (٢/ ٣١٥)]، ولم يتابعه عليه إلا من هو مثله في عبد الله بن دينار.
• فإن قيل: قد رواه محمد بن عبد الله بن يزيد المقري [ثقة]، قال: حدثنا عبد الله بن رجاء [ثقة]، عن موسى بن عقبة [مدني، ثقة]، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: طاف رسول الله ﷺ على راحلته القصواء يوم الفتح، واستلم الركن بمحجنه، وما وجد لها مناخاً في المسجد حتى أخرجت إلى بطن الوادي فأنيخت، ثم حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:«أما بعد، أيها الناس، فإن الله قد أذهب عنكم عُبّيَّة الجاهلية، يا أيها الناس، إنما الناس رجلان: بر تقي كريم على ربه، وفاجر شقي هين على ربه»، ثم تلا: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ حتى قرأ الآية، ثم قال:«أقول هذا، وأستغفر الله لي ولكم». لفظ ابن حبان.
ولفظ ابن خزيمة مختصر: قال: طاف رسول الله ﷺ على راحلته القصوى يوم الفتح ليستلم الركن بمحجنه.
أخرجه ابن خزيمة (٤/ ٢٤٠/ ٢٧٨١)، وابن حبان (٧/ ٢٥٣/ ٣٨٢٨)(٦٤٣٣ - التقاسيم والأنواع)، وأبو الشيخ في أخلاق النبي (٢/ ٤٧٨/ ٤٦٢)، وابن مردويه في التفسير [عزاه إليه: الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف (٣/ ٣٥٠)، وابن حجر في (٦/ ٥٢٧)]، وأبو إسحاق الثعلبي في الكشف والبيان (٩/ ٨٨)(٢٤/ ٤٠٣/ ٢٨١٣ - ط دار التفسير). [(٨/ ٥٠٢/ ٩٨٥٧) الإتحاف، (١٥/ ١٠٤/ ٧١٧٤) المسند المصنف].
قلت: لا يُعرف هذا الحديث من حديث موسى بن عقبة إلا من هذا الوجه، وهو غلط، وذلك لاشتهار هذا الحديث من حديث موسى بن عبيدة الربذي، وبه يُعرف، ورواه الترمذي من حديث عبد الله بن جعفر السعدي واستغربه، فلم يروه عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر سوى هذين وعليه: فمن قال في إسناده: عن موسى بن عقبة، فقد انقلب عليه: موسى بن عبيدة، وتحرف إلى: موسى بن عقبة، وذهب ابن مردويه إلى أن الوهم فيه من ابن المقرئ، والله أعلم.
قال ابن حجر في الفتح (٦/ ٥٢٧): «إلا أن ابن مردويه ذكر أن محمد بن المقرئ راويه عن عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة: وهم في قوله: موسى بن عقبة؛ وإنما هو: