للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• فإن قيل: فلعل ابن جريج دلسه عن ابن أبي يحيى؟ فيقال: ابن جريج لا يدلس بعن، ولكنه إذا لم يسمع الحديث من شيخه، قال: قال أو: ذكر، أو: حُدِّثت، أو: أُخبرت، فهذه علامة تدليسه، أو تأتي قرينة تدل على وقوع التدليس، ولم يظهر لي ذلك هنا، ومما يدل على هذا المعنى ما قاله علي بن المديني: «كل ما في كتاب ابن جريج: أخبرت عن داود بن الحصين، وأخبرت عن صالح مولى التوأمة، فهو من كتب إبراهيم بن أبي يحيى» [معرفة علوم الحديث (١٠٧)]، والله أعلم، وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

• فإن قيل: فلماذا لم يروه عبد الرزاق عن ابن جريج، وهو راويته المكثر عنه؟ وذهب ليرويه عن ابن أبي يحيى؟

فيقال: عبد الرزاق أخذ عامة حديث صالح مولى التوأمة عن إبراهيم بن أبي يحيى، وإن كان قد أخذ بعضه عن ابن جريج عن صالح، وروى أحمد في مسنده (١/ ٣٢١/ ٢٩٥٥) لابن جريج عن زياد بن سعد عن صالح مسلسلاً بالسماع، وهذا الحديث قد رواه عن ابن جريج اثنان من أصحابه: محمد بن ثور، وسعيد بن سالم القداح، وذلك يكفي في ثبوته عنه، ثم إن ابن جريج معروف بالرواية صالح مولى التوأمة، وقد نص ابن عدي على قدم سماعه منه، فالأصل أن هذا من حديثه عنه، وأنه قد سمعه منه، وإنما نقول بأن ابن جريج سمعه بواسطة ابن أبي يحيى إذا كانت هناك قرينة تدل على ذلك، مثل قول ابن جريج: قال، أو: ذكر، أو: حُدِّثت، أو: أُخبرت أو كون ابن جريج لا يُعرف بسماعه من شيخه، مثل ما وقع في علل ابن أبي حاتم (٣/ ١٩٤/ ٧٩٤)، حين قال: «وسألت أبي عن حديث رواه الوليد بن مسلم، عن ابن جريج؛ قال: أحسن ما سمعت في بيض النعام: حديث أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي قال في بيض النعامة: «في كل بيضة صيام يوم، وإطعام مسكين»؟ قال أبي: هذا حديث ليس بصحيح عندي؛ ولم يسمع ابن جريج من أبي الزناد شيئاً؛ يشبه أن يكون ابن جريج أخذه من إبراهيم بن أبي يحيى»، فهنا عبارة ابن جريج تدل على عدم السماع، ثم إن ابن جريج لا يُعرف بالرواية عن أبي الزناد، لذا ذهب أبو حاتم إلى القول بأنه حمله عن ابن أبي يحيى، والله أعلم.

و - مقسم، عن ابن عباس:

• يرويه يزيد بن هارون [ثقة متقن، وأبو خالد سليمان بن حيان الأحمر [ثقة]، وقيس بن الربيع ليس بالقوي]، وأبو سهل نصر بن باب [قال البخاري: «كان بنيسابور، يرمونه بالكذب»، وهو أحد الهلكى الذين روى عنهم أحمد، وخفي عليه حالهم، وهو: متروك، كذبه أبو خيثمة وغيره، وقد ضعفوه اللسان (٨/ ٢٥٧). التعجيل (١٠٩٨)]:

عن حجاج بن أرطاة عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، قال: طاف رسول الله بالبيت، وجعل يستلم الحجر بمحجنه. ثم أتى السقاية بعد ما فرغ، وبنو عمه ينزعون منها، فقال: «ناولوني»، فرفع له الدلو فشرب، ثم قال: «لولا أن الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>