به من البيت، فقال:«لا حاجة لي فيه، اسقوني ممّا يشرب منه النّاس»، [فأتي به فشرب].
فهو حديث صحيح، بدون هذه الزيادة المنكرة:«وهو يشتكي»، أو:«وهو شاك»، أو:«لأنه كان يشتكي»، وإنّما طاف النّبي ﷺ راكباً لكي يُرى، ويُقتدى به، ويُسأل، كما ثبت في حديث جابر وغيره.
ج - ورواه السوسي أبو عمرو الحلبي، قال: حدثنا الحجّاج [بن نصير]، قال: ثنا ورقاء [ورقاء بن عمر اليشكري: ثقة]، عن أبي الزناد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: طاف رسول الله ﷺ في حجته على بعيره، واستلم الركن بمحجنه.
أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين (٤/ ٩٥/ ٨٦١)، وعنه: أبو نعيم في تاريخ أصبهان (٢/ ٢٢٨).
قلت: هذا حديث منكر؛ تفرد به عن ورقاء عن أبي الزناد عن عكرمة: حجاج بن نصير الفساطيطي، وهو ضعيف كان يقبل التلقين، وتركه بعضهم، وقال فيه البخاري:«يتكلمون فيه»، وقال مرة:«سكتوا عنه»، وقال أبو حاتم: «منكر الحديث، ضعيف الحديث، تُرِك حديثه، كان الناس لا يحدثون عنه [التهذيب (٣/٢٩)]، وأبو عمرو السوسي الحلبي: يحتمل أن يكون حاضر بن مطهر السوسي، وحاضر بن مطهر: لم أر من وثقه سوى ابن حبّان، وهو يروي عن مجاعة بن الزبير نسخة طويلة [الثقات (٨/ ٢١٩). الكامل (٦/ ٤٢٦). الثقات لابن قطلوبغا (٣/ ٢٦٧)]، وإلا فإنه لا يُدرى من هو.
د - ورواه ابن أبي سبرة، عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵁، قال: ما يزيد رسول الله ﷺ أن يشير بالقضيب إلى الصنم فيقع لوجهه، فطاف رسول الله ﷺ سبعاً على راحلته، يستلم الركن الأسود بمحجنه في كل طواف، فلما فرغ من سبعه نزل عن راحلته، وجاء معمر بن عبد الله بن نضلة فأخرج راحلته، ثم انتهى رسول الله ﷺ إلى المقام وهو يومئذ لاصق بالكعبة، والدرع عليه والمغفر، وعمامته بين كتفيه، فصلى ركعتين، ثم انصرف إلى زمزم فاطلع فيها، وقال: «لولا أن يغلب بنو عبد المطلب لنزعت منها دلواً، فنزع له العباس بن عبد المطلب دلواً فشرب منه، ويقال: الذي نزع الدلو أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، وأمر بهبل فكسر وهو واقف عليه، فقال الزبير بن العوام لأبي سفيان بن حرب: يا أبا سفيان قد كسر هبل، أما إنك قد كنت منه يوم أحد في غرور حين تزعم أنه قد أنعم عليك، فقال أبو سفيان: دع هذا عنك يا ابن العوام، فقد أرى لو كان مع إله محمد غيره لكان غير ما كان، … في قصة طويلة.
أخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ٨٣٢)، ومن طريقه: الأزرقي في أخبار مكة (١/ ١٢١)
وهذا باطل بهذا الإسناد، حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس الهاشمي المدني: ضعيف، قال أحمد:«له أشياء منكرة»، وقال العقيلي: له غير حديث لا يتابع عليه من حديث ابن عباس»، وتركه أحمد وابن المديني والنسائي، وقال البخاري: «ذاهب