وقرن به عند أحمد حديث السقاية: قال: وأتى السقاية، فقال:«اسقوني»، فقالوا: إن هذا يخوضه الناس، ولكنا نأتيك به من البيت، فقال:«لا حاجة لي فيه، اسقوني مما يشرب منه الناس».
وتابعه على ذلك: جرير بن عبد الحميد [عند إسحاق]: طاف رسول الله ﷺ بالبيت على بعير، ومعه محجن يستلم الحجر، فلما طاف أسبوعا صلى ركعتين. ثم أتى السقاية فدعا بشراب، فقال العباس: يا رسول الله، ألا نأمر لك مما نصنع في بيوتنا؛ فقال:«لا، بل اسقوني مما يشرب منه الناس»، فأتي به فشرب.
فإن قيل: رواه الطبري من طريق جرير، فزاد ذكر الشكاية، ولم يذكر قصة السقاية، فيقال: رواه ابن جرير الطبري عن شيخيه، محمد بن حميد، وسفيان بن وكيع، وكلاهما: ضعيف، قد اتهم بالكذب.
أخرجه أبو داود (١٨٨١)، وأحمد (١/ ٢١٤ و ٣٠٤)، وابن أبي شيبة (٧/ ٥٣١/ ١٣٦١١ - ط الشثري)، وإسحاق بن راهويه (٢/ ٥٢٣/ ٢٦٦٥)، وعبد بن حميد (٦١٢)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٢٤٣/ ٤٦٠)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (١/ ٥٨/ ٥٦/ ٥٩ - ٦٠ مسند ابن عباس)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٩٩)، وفي المعرفة (٧/ ٩٩٤١/ ٢٤٤)، وفي الخلافيات (٣/ ١٩٨ - اختصار ابن فرح)، وابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٩٦)، وفي الاستذكار (١٢/ ٨٩). [التحفة (٤/ ٦٢٤٨/ ٦٢٩)، الإتحاف (٧/ ٥٠٦/ ٨٣٢٥)، المسند المصنف (١٢/ ٢١٥/ ٥٨٤٨)].
• ورواه منصور بن دينار: أخبرني يزيد بن أبي زياد، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: دخل رسول الله ﷺ فطاف بالبيت على راحلته، وجعل يستلم الركن بمحجنه.
ثم قال:«يا عباس! هل ثم شراب؟»، قال: نعم، قال: مما خاضته الحجيج بأيديها، أو مما في البيت؟ قال:«مما خاضته الحجيج بأيديها»، فأتي بعس فرفعه إلى وجهه، فكرهه، ثم أعرض، ثم قال:«إن لزبيب الطائف لعراما»، ثم قال:«ادع لي بشول من ماء»، فأتي بشول من ماء، فشنه عليه، ثم شرب وسقى أصحابه.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٧/ ٢٣٠/ ٧٣٥٣)، بإسناد صحيح إلى منصور به.
قلت: وهذا حديث منكر؛ تفرد به عن يزيد بن أبي زياد دون بقية أصحابه الثقات: منصور بن دينار التميمي: ضعفه الجمهور، وقال أبو حاتم:«ليس به بأس»، واختلف قول أبي زرعة فيه [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ٤٩٣/ ٢٤١٠). التاريخ الكبير (٧/ ٣٤٧).
قال البيهقي في الكبرى:«كذا قال يزيد بن أبي زياد، وهذه زيادة يتفرد بها، والله أعلم. وقد بين جابر بن عبد الله الأنصاري وابن عباس - في رواية أخرى عنه - وعائشة بنت الصديق المعنى طوافه راكبا».