ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم [وهم مصريون ثقات]، ويحيى بن سليمان بن يحيى الجعفي [صدوق]، وهارون بن موسى بن طريف [روى عنه جماعة، ولم أجد من وثقه، ولا من ترجم له، ولم أجد له رواية عن غير ابن وهب، روى له الفاكهي في (٢٨) موضعاً].
وهذا حديث صحيح، متفق على صحته.
• فإن قيل: خالفه الليث بن سعد [ثقة ثبت، إمام فقيه]؛ فرواه عن يونس، قال: قال ابن شهاب: بلغني عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ طاف على راحلته، يستلم الركن بمحجنه.
أخرجه ابن عمار الشهيد في علل أحاديث مسلم (٢٠)، بإسناد صحيح إلى الليث به.
قلت: لم أقف على حديث الليث بن سعد عند غير ابن عمار الشهيد، وهو حديث غريب، لا يُعرف إلا من هذا الوجه، وقد اشتهر حديث ابن وهب، فرواه جمع من أصحابه المصريين وغيرهم من الغرباء، وأخرجه أصحاب الصحاح والسنن والمسانيد والمستخرجات، كيف يُعَلُّ هذا بهذا؟ فضلاً عن كون حديث ابن وهب عن يونس المتصل قد توبع عليه، فرواه ابن أبي ذئب، وابن أخي الزهري: كلاهما عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، فدل على أن ابن وهب قد حفظه وضبطه، والله أعلم.
• فقد رواه عبد العزيز بن محمد الدراوردي [ثقة، صحيح الكتاب]، عن محمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري [صدوق، من الطبقة الثالثة من أصحاب الزهري]، عن عمه، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن النبي ﷺ طاف بالبيت على راحلته، يستلم الركن بمحجنه.
أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في مستخرجه على البخاري [عزاه إليه: ابن الملقن في التوضيح (١١/ ٣٧٧)، وابن حجر في التغليق (٣/ ٧٠)]، ومكرم البزاز في الفوائد (٢٢٨)، والطبراني في الأوسط (٩/ ٧٢/ ٩١٥٦). وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة الجزم بعد الحديث رقم (١٦٠٧) [قال: تابعه: الدراوردي، عن ابن أخي الزهري، عن عمه].
قلت: وهذا حديث صحيح، وكأن البخاري يشير إلى وجود مخالفة لرواية ابن وهب، لكنه قد توبع على رواية الوصل؛ فلا يضره ذلك، والله أعلم.
• ورواه سعيد بن سالم القداح [ليس به بأس]، عن ابن أبي ذئب [ثقة، وفي روايته عن الزهري شيء]، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، أن رسول الله ﷺ طاف على راحلته، واستلم الركن بمحجنه.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٤٠ و ٥٤٦/ ١١٥٨ و ١٣٤٥)، وفي المسند (١٢٨) و (٣٧٢)، ومن طريقه البيهقي في المعرفة (٧/ ٢٥٧/ ٩٩٧٤ و ٩٩٧٥)، والبغوي في شرح السنة (٧/ ١١٦/ ١٩٠٧)، وفي الشمائل (٧٢٤). [الإتحاف (٧/ ٣٧٣/ ٨٠١١)].
وهذا حديث صحيح، قد توبع عليه ابن أبي ذئب.
