وبنحو ما تقدم ذكر أبو الوليد الطيالسي، وأبو داود الطيالسي، وبديل بن المحبر، وأسد بن موسى، وأبو قطن، عن شعبة [انظر: تفصيل ذلك في فضل الرحيم الودود (٧/ ٦٦٨/ ٣٦٨)]
• والذي جعلني لا آخذ بما احتج به النسائي، حين احتج بهذا الحديث؛ أمران:
• الأول: غرابة هذا الحديث من حديث الأعمش، ثم من حديث شعبة، ثم من حديث يحيى بن سعيد القطان.
• الثاني: أن أحد أصحاب مجاهد المكثرين عنه قد خالف الأعمش فيه:
فقد رواه عبد الرزاق بن همام، وإسحاق بن إسماعيل الطالقاني، وأحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي [وهم ثقات]، قالوا:
حدثنا سفيان [سفيان بن عيينة: ثقة حافظ]، عن ابن أبي نجيح [عبد الله بن أبي نجيح: مكي، ثقة، سمع مجاهدا، وهو مكثر جدا عنه، وروايته عنه عند الجماعة]، عن مجاهد؛ أن رسول الله ﷺ طاف ليلة الإفاضة على راحلته واستلم الركن، يعني: يستلم الركن بمحجنه ويقبل المحجن لفظ إسحاق [عند أبي داود].
ولفظ عبد الرزاق: طاف النبي ﷺ بالبيت ليلة الإفاضة على ناقته يستلم الركن بمحجنه.
ولفظ الأزرقي: طاف النبي ﷺ ليلة الإفاضة على راحلته، واستلم الركن بمحجنه، وقبل طرف المحجن، وذلك ليلا.
أخرجه أبو داود في المراسيل (١٣٣)، وعبد الرزاق (٥/ ٢٥٩/ ٩٢١٨ - ط التأصيل الثانية)، والأزرقي في أخبار مكة (٢/١٥). [التحفة (١٢/ ٤٧١/ ١٩٢٦٨)، المسند المصنف (١٢/ ٢١٨/ ٥٨٥٠)].
وهذا مرسل بإسناد صحيح، وذكر الطواف بالليل شاذ، إنما طاف نهارا ظهرا.
فقد روى مسلم (١٣٠٨)، من طريق: عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله ﷺ أفاض يوم النحر، ثم رجع فصلى الظهر بمنى.
• ورواه محمد بن فضيل بن غزوان [ثقة]، عن ليث، عن مجاهد، قال: طاف رسول الله ﷺ على ناقته بالبيت معه محجن يستلم به الحجر كلما مر عليه، ثم أتى السقاية يستسقي، قال: فقال العباس: يا رسول الله ألا نأتيك بماء لم تمسه الأيدي؟ قال: «بلى، فاسقوني»، فسقوه، ثم أتى زمزم فقال: «استقوا لي منها دلوا»، فأخرجوا منها دلوا، فمضمض منه، ثم مجه من فيه، ثم قال: «أعيدوه فيها»، ثم قال: «إنكم لعلى عمل صالح»، ثم قال: «لولا أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم».
أخرجه ابن سعد في الطبقات (٤/٢٥) (٤/٢٣ - ط الخانجي).
وهذا مرسل أيضا، وليث بن أبي سليم: ضعيف لاختلاطه وعدم تمييز حديثه، لكنه جيد في المتابعات، وقد كان من علماء الكوفة بالمناسك، مكثر عن مجاهد.