• يرويه: محمد بن يحيى بن أبي عمر العدني [حافظ صدوق]: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي [البصري: ثقة حافظ]، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، قال: حججنا مع عمر بن الخطاب، فلما دخل الطواف استقبل الحجر، فقال: إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك ما قبلتك، ثم قبله.
فقال له علي بن أبي طالب: بلى يا أمير المؤمنين، إنه يضر وينفع، قال: بم؟ قلت: قال: بكتاب الله ﵎، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله ﷿: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى﴾ [الأعراف: ١٧٢]، خلق الله آدم ومسح على ظهره، فقررهم بأنه الرب، وأنهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإني أشهد لسمعت رسول الله ﷺ يقول:«يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود، وله لسان ذلق، يشهد لمن يستلمه بالتوحيد»، فهو يا أمير المؤمنين يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن. لفظه عند الحاكم.
ولفظ أبي الوليد الأزرقي: خرجنا مع عمر بن الخطاب ﵁ إلى مكة، فلما دخلنا الطواف قام عند الحجر، وقال: والله إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك، ثم قبله. ومضى في الطواف، فقال له علي ﵇: بلى يا أمير المؤمنين، هو يضر وينفع، قال: وبم ذلك؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال: وأين ذلك من كتاب الله تعالى؟ قال: قال الله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا﴾ الآية، قال: فلما خلق الله آدم ﷿ مسح ظهره، فأخرج ذريته من صلبه، فقررهم أنه الرب وهم العبيد، ثم كتب ميثاقهم في رق، وكان هذا الحجر له عينان ولسان، فقال له:«افتح فاك»، قال: فألقمه ذلك الرق، وجعله في هذا الموضع، وقال:«تشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة»، قال: فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن.
وبنحوه رواه الجندي، وقال في آخره: لما خلق الله آدم ﵇، مسح منكبيه فخرج ذريته مثل الذر، فعرفهم نفسه؛ أنه الرب وهم العبيد، وأقروا بذلك على أنفسهم، وأخذ ميثاقهم بذلك، فكتبه في رق أبيض، قال: وكان هذا الركن الأسود يومئذ له لسان وشفتان وعينان، فقال:«افتح فاك»، فألقمه ذلك الرق، وجعله في موضعه، وقال:«اشهد بمن وافاك بالموافاة إلى يوم القيامة»، قال: قال عمر ﵁: لا بقيت في قوم لست فيهم أبا حسن، ولا عشتُ في قوم لست فيهم أبا حسن.
أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٣٢٣)[زيد في إسناده بعد العمي: عن أبيه، وهي مقحمة]، والجندي في فضائل مكة (٣٠)، وابن شاهين [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في جامع