قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي إسحاق إلا شريك، تفرد به: أبو بلال».
قلت: لا يُعرف هذا من حديث أبي إسحاق السبيعي، ولا من حديث شريك بن عبد الله النخعي، تفرد به بهذا الإسناد: أبو بلال الأشعري، وهو: ضعيف [اللسان (٨/٢٦) و (٩/٣٢)]
• تنبيه: عمير المذكور في السند، يحتمل أن يكون عمير بن سعيد النخعي، يروي عنه أبو إسحاق، لكن لا يُعرف بالرواية عن عمر، ويحتمل أن يكون عمير مولى عمر، روى عن عمر، ولا يُعرف السبيعي بالرواية عنه؛ فالله أعلم [انظر: التهذيب (١٠/ ٣١٣ و ٣٢٧)].
١٠ - عروة بن الزبير، عن عمر مرسلاً:
يرويه: مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت للركن [الأسود]: إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك [رواية القعنبي: يُقبلك ما قبلتك، ثم قبله.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٩٢/ ١٠٦٦ - رواية يحيى الليثي) (٧٥٠ - رواية القعنبي) (١٢٨٩ - رواية أبي مصعب) (ق ٥٧/ أ - موطأ ابن القاسم رواية سحنون) (٢/ ٧٩/ ١٠٩٤ - رواية ابن بكير) (٥٥١ - رواية الحدثاني). [المسند المصنف (٢٢/ ٢٢٠/ ١٠٠٤٦)]. ومن طريقه: الجوهري في مسند الموطأ (٧٧٠).
قال الجوهري: «هذا حديث مرسل».
وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٥٦): «هذا الحديث مرسل في الموطأ هكذا لم يختلف فيه، وهو يستند من وجوه صحاح ثابتة».
وقال في الاستذكار (٤/ ٢٠٠): «هذا الحديث مرسل لأن عروة لم يسمع من عمر، وقد روي متصلاً مسنداً من وجوه» [انظر: المراسيل (٥٤٢). تحفة التحصيل (٢٢٦)].
قلت: نعم؛ هو حديث مرسل؛ لكنه صحيح، فقد اتصل عن عمر من وجوه صحاح، بعضها في الصحيحين.
• ورواه وكيع بن الجراح، ويحيى بن سعيد القطان، والليث بن سعد، وداود بن عبد الرحمن العطار وهم ثقات، أكثرهم أثبات]:
عن هشام، عن أبيه، أن عمر ﵁ أتى الحجر، فقال: إني لأعلم أنك حجر، لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يُقبلك ما قبلتك. قال: ثم قبله. لفظ وكيع [عند أحمد].
ولفظ يحيى [عند أحمد]: أن عمر قال للحجر: إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قبلتك، ثم قبله.
ولفظ الليث [عند ابن أبي داود]، وداود العطار [عند الأزرقي]: أن عمر بن الخطاب قال وهو يطوف بالبيت: إنما أنت حجر، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك لم أقبلك، ثم قبله. يعني: الركن.