الحديث واتساع طرقه، لكن قال الدارقطني: «حدث أحمد بن سلمان من كتاب غيره بما لم يكن في أصوله»، وقال أيضاً: «حدث من غير كتبه»، وقال حمزة السهمي: «سألت أبا بكر ابن عبدان عن عبد الباقي بن قانع؟ فقال: لا يدخل في الصحيح، ولا النجاد، يعني: أحمد بن سلمان» [سؤالات السهمي (١٧٧) و (٣٣٤). سؤالات السلمي (١٢). تاريخ بغداد (٤/ ١٨٩). السير (١٥/ ٥٠٢). اللسان (١/ ٤٧٥)].
وقد رواه محمد بن المثنى [ثقة ثبت]، ومحمد بن يحيى الذهلي [ثقة حافظ]، وإسماعيل بن إسحاق القاضي [الحافظ المتقن، الفقيه المتفنن]، وعبد الله بن أحمد بن إبراهيم بن كثير أبو العباس العبدي الدورقي [ثقة. الجرح والتعديل (٥/٦). سؤالات الحاكم (١٢٢). تاريخ بغداد (١١/٧). تاريخ الإسلام (٦/ ٥٦٠). الثقات لابن قطلوبغا (٥/ ٤٦٦)] ومحمد بن أبي خالد الصومعي [صدوق]، وغيرهم، رووه عن أبي عمر الحوضي بدونها [عند أبي عوانة والبزار وأبي نعيم وغيرهم].
• وقيل: عن أبي الربيع سليمان بن داود الزهراني [ثقة، مكثر عن حماد]، وسليمان بن حرب [ثقة ثبت حافظ، لزم حماد بن زيد تسع عشرة سنة. التهذيب (٢/ ٨٨)]، وعارم محمد بن الفضل [ثقة ثبت، أثبت أصحاب حماد بن زيد بعد عبد الرحمن بن مهدي. الجرح والتعديل (٨/ ٥٨)]، فقالوا:
عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن عمر. هكذا مرسلاً، بإسقاط ابن عمر. علقه الدارقطني في التتبع (١١٥).
قلت: ولا أراه يثبت عنهم، والدارقطني على عادته يورد طرقاً ولا يسندها، ولا وجود لها في الكتب والمصنفات، وكثيراً ما يتبين أن هذه الطرق عن المشاهير لا تثبت عن أصحابها، وقد ذكرت ذلك مراراً، وضربت له الأمثال.
• ورواه إسماعيل بن علية [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، عن أيوب: نبئت أن عمر قبل الحجر. هكذا معضلاً، ليس فيه نافع ولا ابن عمر.
أخرجه عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (١/ ٢٩١/ ١٢٤٧).
قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، عن عمر؛ إلا حماد بن زيد».
قلت: ولا يضره ذلك؛ فهو أثبت أصحاب أيوب السختياني، وأكثرهم عنه رواية، وكان صاحب اختصاص به؛ فالقول قوله.
• قال الدارقطني في التتبع (١١٥): «وأخرج مسلم: عن المقدمي، عن حماد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: أن عمر قبل الحجر.
قال: وقد اختلف فيه على أيوب، وعلى حماد بن زيد. وقد وصله مسدد، والحوضي، عن حماد. وخالفهم سليمان، وأبو الربيع، وعارم، فأرسلوه عن حماد.
وقال ابن علية، عن أيوب: نبئت أن عمر … ، ليس فيه نافع، ولا ابن عمر.