علق عليه ابن رجب بقوله: «وهذا يدل على أن حفظهما كان فيه شيء عنده» [سؤالات أبي داود (٥٦١). شرح علل الترمذي (٢/ ٧٥٤ و ٧٦٦). التهذيب (٣/ ٧١٦)].
قلت: وهذا مما رواه عنه: علي بن الحسن بن شقيق المروزي، وهو: ثقة حافظ، من قدماء أصحاب أبي حمزة، ممن روى عنه قبل ذهاب بصره.
• ورواه أبو حنيفة، عن حماد بن أبي سليمان، عن إبراهيم؛ أن عمر بن الخطاب ﵁ قال للحجر: إني لأعلم أنك حجر، مثلك لا يضر ولا ينفع، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ قبلك لما قبلتك.
أخرجه أبو يوسف في الآثار (٥٣٥).
قلت: وهذا من دلائل سوء حفظ حماد بن أبي سليمان، وتلميذه أبي حنيفة النعمان بن ثابت، وعدم ضبطهما للأسانيد المشتهرة، ومخالفتهما لأحاديث أهل الكوفة عن إبراهيم بن يزيد النخعي، وقد تُكُلِّم في رواية حماد بن أبي سليمان عن إبراهيم، وكان كثير الخطأ والوهم [انظر: التهذيب (١/ ٤٨٣)]، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت، وهو: ضعيف، له مناكير، وهذا من تخليطه، والله أعلم.
وهذا الحديث قد رواه حافظا أهل الكوفة: سليمان بن مهران الأعمش، ومنصور بن المعتمر، كلاهما: عن إبراهيم النخعي، عن عابس بن ربيعة، قال: رأيت عمر يقبل الحجر، … الحديث.
وحديث عمر بن الخطاب هذا قد اشتهر شهرة كبيرة، ورواه عنه جمع من الصحابة والتابعين، ومن هذه الطرق:
١ - عبد الله بن عمر، عن أبيه:
أ - سالم، عن أبيه، عن عمر:
• رواه يونس بن يزيد الأيلي، وعمرو بن الحارث المصري:
عن ابن شهاب، عن سالم؛ أن أباه حدثه، قال: قَبَّل عمر بن الخطاب الحجر، ثم قال: أما والله، لقد علمتُ أنك حجرٌ، ولولا أني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قَبَّلتك. لفظهما [مقرونين عند مسلم، وأبي عوانة، والنسائي، وابن خزيمة].
ولفظ يونس [عند ابن حبان]: قَبَّل عمر بن الخطاب الحجر، ثم قال: والله لقد علمت أنك حجر، ولولا إني رأيت رسول الله ﷺ يقبلك ما قَبَّلتك.
أخرجه ابن وهب في موطئه [عزاه إليه: ابن عبد البر في التمهيد (٢٢/ ٢٥٦)]، ومن طريقه: مسلم (٢٤٨/ ١٢٧٠)، وأبو عوانة (١٠/ ٦٤ و ٦٥/ ٣٩٠٢ و ٣٩٠٣)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٣/ ٣٥٧/ ٢٩٢٩)، والنسائي في الكبرى (٤/ ١٢٤/ ٣٩٠٥)، وابن خزيمة (٤/ ٢١٢/ ٢٧١١)، وابن حبان (٩/ ١٣٠/ ٣٨٢١) [ولم يذكر: عمرو بن الحارث]، وابن الجارود (٤٥٢) (٤٥٨) - ط التأصيل، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ١٠٥/ ٥٤) [ولم يذكر: يونس]، والطحاوي في أحكام القرآن (٢/ ١١٤/ ١٣٤٨)، وأبو نعيم في الحلية (٨/