سفيان، قال: حدثنا يحيى - يعني: ابن سعيد [الأنصاري]- في سنة أربع وعشرين، في ذاك الموضع - لموضع من المسجد الحرام -، معنا رجل من أهل اليمامة، يقال له: إبراهيم بن طريف، قال: أخبرني ابن سعيد بن المسيب، أن أباه كان إذا رأى البيت، قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام.
أخرجه عبد الله بن أحمد في العلل (١/ ١٩٩/ ١٩٧).
قلت: هذا هو الأشبه بالصواب، أنه من قول سعيد بن المسيب، لا من قول عمر.
• فقد رواه سفيان بن عيينة، ويحيى بن سعيد القطان، وعبدة بن سليمان، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وجعفر بن عون [وهم ثقات، أكثرهم أثبات]:
عن يحيى بن سعيد [الأنصاري: ثقة ثبت]، عن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه؛ أنه كان إذا دخل مسجد الكعبة، ونظر إلى البيت، قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام. لفظ عبدة [عند ابن أبي شيبة]، والباقون بنحوه، ووقع في رواية أبي الأحوص [عند سعيد بن منصور]: أنه كان إذا دخل المسجد استقبل القبلة، وقال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام.
أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٢٣/ ١١٢٦)، وفي المسند (١٢٥)، وسعيد بن منصور في السنن [عزاه إليه: الزيلعي في نصب الراية (٣/٣٦)، وابن الملقن في البدر (٦/ ٣٠٥)]، وابن أبي شيبة (٩/ ١١٥ و ١١٦/ ١٦٤٨٧ و ١٦٤٩٠) و (١٦/ ٢٩٢/ ٣١٦٠٤)، والبيهقي في الكبرى (٥/ ٧٣)، وفي المعرفة (٧/ ٢٠٠/ ٩٧٩٧).
قال ابن حجر في نتائج الأفكار (٥/ ٢٦١): «وهذا السند أصح من الذي قبله، وله عن عبد الرزاق طريق أخرى عن محمد بن سعيد بن المسيب، والله أعلم».
قلت: وهذا مقطوع على سعيد بن المسيب بإسناد لا بأس به، رجاله ثقات مشاهير، غير محمد بن سعيد بن المسيب، وكان نسابة مشهوراً، ذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه جماعة من ثقات المدنيين وأثباتهم [التهذيب (١١/ ٥٧٣)].
• وخالفهم: هشيم بن بشير [ثقة ثبت]، فقال: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن سعيد بن المسيب، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب كان إذا نظر الى البيت قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، حينا ربنا بالسلام.
أخرجه أبو داود في مسائله لأحمد (٦٩٥)، وعبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (٧٩٤)، والمحاملي في الأمالي (٣٠٨ - رواية ابن يحيى البيع)، وأبو طاهر السلفي المشيخة البغدادية (١ - الجزء السابع عشر).
قلت: رواية جماعة الأثبات أولى مقطوعاً على ابن المسيب.
• ورواه وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، عن العمري [عبد الله بن عمر: ليس بالقوي]، عن محمد بن سعيد، عن أبيه؛ أن عمر لما دخل البيت قال: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام.