قلت: هو حديث موضوع؛ تفرد به عن زيد بن أسلم دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: عاصم بن سليمان الكوزي، وهو كذاب، يضع الحديث [اللسان (٤/ ٣٦٨)]، والراوي عنه: عمر بن يحيى الأبلي: أشار ابن عدي في ترجمة جارية بن هرم أن عمر هذا يسرق الحديث [الكامل (٢/ ١٧٥). اللسان (٦/ ١٥٨)] [وانظر: نتائج الأفكار (٥/ ٢٦٠)].
٢ - حديث ابن عباس:
قال محمد بن عمر الواقدي في المغازي (٣/ ١٠٩٧): حدثني ابن أبي سبرة، عن موسى بن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵁؛ أن رسول الله ﷺ دخل مكة نهاراً من كداء على راحلته القصواء إلى الأبطح، حتى دخل من أعلى مكة، حتى انتهى إلى الباب الذي يقال له: باب بني شيبة، فلما رأى البيت رفع يديه، فوقع زمام ناقته فأخذه بشماله، قالوا: ثم قال حين رأى البيت: «اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً، وتكريماً ومهابةً وبراً».
قلت: وهذا حديث باطل؛ تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٦٩)، وفي شواهد رفع اليدين عند رؤية البيت.
٣ - حديث أبي أمامة:
• يرويه: الهيثم بن خارجة، وهشام بن عمار، والحكم بن موسى القنطري [وهم صدوقون]، قالوا:
حدثنا الوليد بن مسلم [ثقة ثبت]: حدثنا عفير بن معدان، عن سليم بن عامر الكلاعي الحمصي: ثقة، من الثالثة، عن أبي أمامة سمعه يحدث، عن رسول الله ﷺ، قال:«تفتح أبواب السماء، ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف في سبيل الله، وعند نزول الغيث، وعند إقامة الصلاة، وعند رؤية الكعبة».
أخرجه الطبراني في الكبير (٨/ ١٩٩ و ٢٠١/ ٧٧١٣ و ٧٧١٩)، والبيهقي في الكبرى (٣/ ٣٦٠)، وفي المعرفة (٥/ ١٨٦ و ١٨٧/ ٧٢٣٩ و ٧٢٤٠)، وفي الدعوات الكبير (٦٦٩)، والشجري في الأمالي الخميسية (١٠٣٠ و ١٠٣١ - ترتيبه)، وعفيف الدين المقرئ في الأربعين في الجهاد (٨).
قلت: هذا حديث منكر؛ عفير بن معدان ضعفوه، منكر الحديث، يروي عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة، عن النبي ﷺ: ما لا أصل له، قاله أبو حاتم، وقال ابن عدي:«ولعفير بن معدان غير ما ذكرت من الحديث، وعامة رواياته غير محفوظة» [التهذيب (٣/ ١١٩). الميزان (٣/ ٨٣)] [تقدم تخريجه في كتاب الذكر والدعاء (١/ ١٤٦)]
• وروى أيضاً: الهيثم بن خارجة، والحكم بن موسى، وهشام بن عمار، وأبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي [وهم صدوقون]، قالوا:
حدثنا الوليد بن مسلم، عن عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة،