للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أثبت من روى هذا الحديث من أصحابه، وكان الثوري إذا لم يرتض رجلاً أبهمه.

• ورواه مسلم بن خالد [الزنجي: ليس بالقوي، كثير الغلط، قال البخاري وأبو حاتم: «منكر الحديث». التهذيب (٤/ ٦٨)]، عن ابن جريج، قال: حدثت عن مكحول، أنه قال: كان النبي إذا رأى البيت رفع يديه، فقال: «اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبراً»، ثم يقول الذي حدثني هذا الحديث وذلك حين دخل النبي مكة، ابن جريج هو القائل.

أخرجه الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٢٧٩).

قلت: وهذا حديث باطل مثل سابقه، ولا يبعد عندي أن المبهم الذي حدث به ابن جريج هو نفسه عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الدمشقي، فإن ابن جريج لا يدلس عادة إلا فيما سمعه من مجروح، قال الدارقطني: «تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح، مثل: إبراهيم بن أبي يحيى، وموسى بن عبيدة، وغيرهما» [التهذيب (٢/ ٦١٧)]، والله أعلم.

قلت: وهذا الحكم لا يبعد أيضاً عما رواه سعيد بن سالم القداح عن ابن جريج مرسلاً:

• ورواه سعيد بن سالم [القداح: ليس به بأس]، عن ابن جريج،، أن النبي كان إذا رأى البيت رفع يديه وقال: «اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابةً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفاً وتكريماً وتعظيماً وبراً».

أخرجه الشافعي في الأم (٣/ ٤٢٢/ ١١٢٤)، وفي المسند (١٢٥)، ومن طريقه: البيهقي في الكبرى (٥/ ٧٣)، وفي الصغرى (٢/ ١٧١/ ١٦٠٨)، وفي المعرفة (٧/ ٢٠٠) (٩٧٩٦)

قال البيهقي: «منقطع».

وقال ابن الصلاح في شرح مشكل الوسيط (٣/ ٣٦٧): «وهو منقطع معضل».

وقال ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ١٥٦٨ - ط أضواء السلف): «وهو معضل فيما بين ابن جريج والنبي قال الشافعي بعد أن أورده: ليس في رفع اليدين عند رؤية البيت شيء، فلا أكرهه ولا أستحبه. قال البيهقي: فكأنه لم يعتمد على الحديث لانقطاعه».

قال ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ١٥٦٧ - ط أضواء السلف): «وأبو سعيد هو: محمد بن سعيد المصلوب كذاب. ورواه الأزرقي في تاريخ مكة من حديث مكحول أيضاً، وفيه: مهابة وبراً في الموضعين وهو ما ذكره الغزالي في الوسيط، وتعقبه الرافعي: بأن البر لا يتصور من البيت. وأجاب النووي بأن معناه أكثر بر زائريه».

قلت: أبو سعيد جاء التصريح بتسميته في رواية عبد الرزاق، وأن اسمه عبد القدوس.

<<  <  ج: ص:  >  >>