كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

٥ - كتاب المناسك - ٤٦ - باب في رفع اليد إذا رأى البيت - ج: 30 - ص: 64

موسى بن سعد، عن عكرمة، عن ابن عباس ﵁؛ أن رسول الله ﷺ دخل مكة نهاراً من كداء على راحلته القصواء إلى الأبطح، حتى دخل من أعلى مكة، حتى انتهى إلى الباب الذي يقال له: باب بني شيبة، فلما رأى البيت رفع يديه، فوقع زمام ناقته فأخذه بشماله، قالوا: ثم قال حين رأى البيت: «اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً، وتكريماً ومهابةً وبراً».

قلت: وهذا حديث باطل بهذا السياق؛ أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة: متروك، منكر الحديث، وهو في عداد من يضع الحديث، قال أحمد: «ليس بشيء، كان يضع الحديث ويكذب»، ورماه بالوضع أيضاً: ابن عدي وابن حبان، والحاكم [الميزان (٤/ ٥٠٣). المغني (٢/ ٥٧٣). التهذيب (١٥/ ٩٨)]، وقد تفرد به محمد بن عمر الواقدي، وهو متروك، متهم، يروي أحاديث لا أصل لها [تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٦٩)].

٣ - مرسل مكحول:

• يرويه: وكيع بن الجراح [ثقة حافظ]، وعبد الرزاق بن همام [ثقة حافظ]، وعبد الله بن الوليد العدني [صدوق، صحيح السماع من الثوري أملى عليه إملاء، وروى عنه جامعه]:

عن سفيان الثوري عن أبي سعيد الشامي في رواية عبد الرزاق: عن أبي سعيد - يعني: عبد القدوس -، وفي رواية وكيع: [عن رجل من أهل الشام]؛ أنه سمع مكحولاً يحدث: أن النبي ﷺ كان إذا رأى البيت كبر ورفع يديه، ثم قال: «اللهم أنت السلام ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة وبراً، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً». لفظ عبد الرزاق.

ولفظ وكيع عن مكحول أن النبي ﷺ لما رأى البيت قال: «اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً ومهابة، وزد من حجه أو اعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبراً».

أخرجه عبد الرزاق في جامعه [عزاه إليه: ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٥١٨)، والسيوطي في فض الوعاء (٥٥)]، وابن أبي شيبة (٩/ ١١٥/ ١٦٤٨٨) و (١٦/ ٣١٦٠٣/ ٢٩٢)، والبيهقي (٥/ ٧٣).

قال ابن ناصر الدين في جامع الآثار (٥/ ٥١٨): «هذا الرجل هو: أبو سعيد عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الشامي المتروك، وقد صرح به فيما رواه عبد الرزاق بن همام في جامعه».

قلت: وهذا حديث باطل؛ عبد القدوس بن حبيب الكلاعي الدمشقي: متروك، منكر الحديث، كذبه جماعة، واتهمه ابن حبان بالوضع، وذكره مسلم في مقدمة صحيحه ضمن جماعة متهمين، قال فيهم: «وأشباههم ممن اتهم بوضع الأحاديث وتوليد الأخبار» [اللسان (٥/ ٢٣٣)]، قلت: ولذلك أبهمه الثوري، وقال: عن رجل من أهل الشام، كذا في رواية