للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والله، إني لرسول الله حقاً، وإن المحيا لمحياكم، وإن الممات لمماتكم»، قالوا: يا نبي الله! بأبينا أنت وأمنا، ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا وتدعنا، فقال لهم: «أنتم صادقون عند الله وعند رسوله»، قال: والله ما بقي منهم إنسان إلا بل نحره بدموع عينيه. لفظ الفراهيدي [عند أبي داود (٣٠٢٤)، وابن زنجويه، واللفظ له، وهو أتم] [قال أبو داود: «سمعت أحمد بن حنبل، سأله رجل قال: مكة عنوة هي؟ قال: أيش يضرك ما كانت؟ قال: فَصُلْحُ؟ قال: لا»].

وبنحو حديث الفراهيدي: رواه القاسم بن سلام [عند الطحاوي]، وفيه تفسير أنمتموه - أي: قتلتموه -، وفيه: ثم دخل صناديد قريش من المشركين الكعبة وهم يظنون أن السيف لا يرفع عنهم، وفيه: فخرجوا كأنما نشروا من القبور فدخلوا في الإسلام، وفيه: فقال: «يا معشر الأنصار! أقلتم: أخذته الرأفة بقومه، وأدركته الرغبة في قرابته، فما نبي أنا إذاً؟ كلا والله، إني رسول الله حقاً، إن المحيا لمحياكم، وإن الممات لمماتكم»، قالوا: والله! يا رسول الله! ما قلنا إلا مخافة أن تفارقنا إلا ضناً بك، فقال رسول الله : «أنتم صادقون عند الله ورسوله»، قال: فوالله ما بقي منهم رجل إلا نكس نحره بدموع عينيه.

ولفظ هدبة [عند أبي يعلى، والدارقطني]: أن رسول الله صار إلى مكة ليفتحها، قال لأبي هريرة: «يا أبا هريرة! اهتف بالأنصار»، فقال: يا معشر الأنصار! أجيبوا رسول الله، فجاءوا كأنما كانوا على ميعاد، قال: «خذوا هذا الطريق، فلا يشرف لكم أحد إلا أنمتموه» - أي: قتلتموه -، فسار رسول الله ففتح الله عليه، قال: فطاف رسول الله بالبيت وصلى ركعتين، ثم خرج من الباب الذي يلي الصفا، فصعد الصفا، فخطب الناس، والأنصار أسفل منه، فقالت الأنصار بعضهم لبعض: أما الرجل فقد أخذته رأفة بقومه، والرغبة في قريته، فأنزل الله تعالى عليه الوحي بما قالت الأنصار، فقال: «يا معشر الأنصار، تقولون: أما الرجل فقد أدركته الرأفة بقومه، والرغبة في قريته؟ فمن أنا إذاً؟ كلا والله إني عبد الله ورسوله، وإن المحيا محياكم والممات مماتكم»، قالوا: يا رسول الله! ما قلنا ذلك إلا مخافة أن تفارقنا، قال: «أنتم صادقون عند الله وعند رسوله»، فوالله ما منهم أحد إلا بل نحره بدموع من عينه. ورواه عن هدبة أيضاً: ابن أبي عاصم، فاختصره، واقتصر منه على طرف: «إني رسول الله حقاً، وإن المحيا محياكم والممات مماتكم». ولفظ هدبة وعارم [مقرونين عند الحاكم]، بنحو لفظ هدبة عند أبي يعلى والدارقطني.

أخرجه أبو داود (١٨٧١ و ٣٠٢٤)، والنسائي في الكبرى (١٠/ ١١٢٣٤/ ١٥٤)، والحاكم (٢/ ٥٣) (٣/٣٠٠/٢٣٥٦ - ط المنهاج القويم) (٣/١١٢/٢٣٥٩ - ط الميمان)، وابن زنجويه في الأموال (٢٤٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣/ ٣٤٨/ ١٧٣٨)، وأبو يعلى (١١/ ٦٦٤٧/ ٥٢٤)، والطحاوي في شرح المعاني (٣/ ٥٤٥٤/ ٣٢٥)، والدارقطني (٤/١٦/٣٠٢٣)، والبيهقي في الكبرى (٩/ ١١٨)، وفي الخلافيات (٧/ ٢٧٠/ ٥٢٦٣)، وفي الدلائل (٥/ ٥٧)، وابن عبد البر في الاستذكار (٥/ ١٥٢)، وابن عساكر في

<<  <  ج: ص:  >  >>