للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفيه إشارة إلى عدم ثبوته عنده، وأما استحسان الشافعي رفع اليدين عند رؤية البيت فيمكن حمله على أن حديث جابر لم يبلغه، أو أنه قد بلغه لكنه لم يثبته، وأما ابن خزيمة فإنه تأول لفظ حديث شعبة، وحمله على لفظ حديث قزعة، وأما البيهقي فإنه رجح مرويات إثبات رفع اليدين باجتماعها على حديث جابر النافي، وإن كان أحسن عنده إسناداً، لكون المثبت مقدم على النافي، وعليه فإن حديث جابر في رفع الأيدي عند رؤية البيت حديث ضعيف، والله أعلم، وهو الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

* * *

١٨٧١ - قال أبو داود: حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا سلام بن مسكين: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة؛ أن النبي لما دخل مكة طاف بالبيت، وصلى ركعتين خلف المقام - يعني: يوم الفتح -.

حديث صحيح

• يرويه: مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، وهدبة بن خالد، ومحمد بن الفضل عارم السدوسي، وزيد بن الحباب، والقاسم بن سلام بن مسكين [وهم ثقات]، قالوا:

حدثنا سلام بن مسكين بن ربيعة النمري [ثقة]: حدثنا ثابت البناني، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي هريرة؛ أن النبي لما دخل مكة سرح الزبير بن العوام، وأبا عبيدة بن الجراح، وخالد بن الوليد على الخيل، وقال: «يا أبا هريرة! اهتف بالأنصار!»، فنادى: يا معشر الأنصار! أجيبوا رسول الله ، قال: فكأنما كانوا على ميعاد، ثم قال لهم: «اسلُكُوا هذا الطريق، فلا يُشرِفَنَّ [لكم] أحدٌ إلا أَنَمْتُمُوه»، فنادى مناد: لا قريش بعد اليوم، فقال النبي : «من دخل داراً فهو آمِنٌ، ومن ألقى السلاح فهو آمن»، فلم يُصَبْ منهم يومئذ إلا أربعة، وهزم الله المشركين، فدخل الحرم، وعَمَدَ صناديد قريش فدخلوا الكعبة، فغص بهم البيت، فجاء النبي ، فطاف بالبيت وركع ركعتين خلف المقام، ثم أخذ بجنبتي الباب، فقال: «يا قريش! ما تقولون وتظنون؟»، قالوا: نقول ونظن أنك أخ وابن عم حليم رحيم، قال: «وما تقولون، وما تظنون؟»، قالوا: نقول: إنك أخ وابن عم حليم رحيم، قال: «ما تقولون، وما تظنون؟»، قالوا: نقول: أخ وابن عم حليم رحيم، قال: «أقول كما قال أخي يوسف: ﴿لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾ [٩٢: يوسف]»، قال: فخرجوا فبايعوه على الإسلام، ثم خرج النبي من الباب الذي يلي الصفا، فحمد الله وأثنى عليه بنصره وعونه، قال: فبينا هو كذلك؛ قالت الأنصار بعضها لبعض: أما الرجل فأخذته رأفة بقومه، وأدركته الرغبة في قرابته، قال: وأنزل الله تعالى القرآن على نبيه بما قالت الأنصار، فقال: «يا معشر الأنصار، وتقولون: أما الرجل، فأخذته الرأفة بقومه، وأدركته الرغبة في قرابته، فمن أنا إذاً؟ كلا

<<  <  ج: ص:  >  >>