للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقد اختلف فيه على يحيى بن أبي كثير اختلافاً كثيراً، انظر: مصنف عبد الرزاق (١/ ٤١٣/ ١١٣). مسند إسحاق (٢/ ٣٨٧/ ١٣٥ - مطالب). معجم أبي يعلى (١٣٢). الكامل (٤/ ٢١٦). علل الدارقطني (١٤/ ٩٤/ ٣٤٤٨) و (١٥/ ٣٢٥ و ٣٢٦/ ٤٠٦٠). الخلافيات (٢/ ٢٧٠ و ٢٧١/ ٥٤٩ - ٥٥١).

• وموضع الشاهد من هذا النقل: أن مهاجراً قد وهم في روايته عن الزهري، ولم يضبطه، وسلك فيه الجادة والطريق السهل، فجعله: عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وإنما رواه ثقات أصحاب الزهري عنه: عن عبد الله بن أبي بكر، عن عروة، عن مروان، عن بسرة.

فدل ذلك على قلة ضبط المهاجر بن عكرمة، وتضعيف أبي حاتم لحديثه عن الزهري، وقال بأنه رجل ليس بالمشهور، ولم يعبأ بحديثه البخاري، فقال: «ما يُصنع بهذا؟ هذا لا يُشتغل به»، فقد عرف حاله البخاري وأبو حاتم؛ خلافاً لما قال ابن القطان الفاسي.

• وليحيى بن أبي كثير عن المهاجر بن عكرمة حديثان في رد نكاح الثيب المكرهة، وفي استئذان البكر، اختلف في إسنادهما على يحيى بن أبي كثير، وقد رجح أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني قول من قال: عن يحيى، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر، عن النبي : مرسلاً [انظر: علل ابن أبي حاتم (١١٩٨) و (١٢٤٣). علل الدارقطني (٩/ ١٧٥٦/ ٢٧٥) و (٩/ ٢٧٨/ ١٧٥٩)].

• وروى يحيى بن أبي كثير، عن المهاجر بن عكرمة، عن عبد الله بن أبي بكر، قال: قال رسول الله : «لا يحل لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر أن يجلد أكثر من عشرة أسواط إلا في حد» [أخرجه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ (٢/ ١١٧)، والحارث بن أبي أسامة (١/ ٢٦١/ ٢٧٣) (٥١٨ و ٥١٩ - بغية الباحث)، والبيهقي (٨/ ٣٢٨)، هكذا مرسلاً].

• وانظر له أيضاً: علل الدارقطني (٨/ ٢٣٣/ ١٥٤٠) و (٩/ ٣٢٥/ ١٧٩٤) و (١٥/ ٤٣٧/ ٤١٢٨).

• قلت: وبناء على ما تقدم ذكره؛ فإن مهاجر بن عكرمة المخزومي: عامة ما يرويه مرسل، وما رواه متصلاً فقد وهم في إسناده وسلك الجادة، وهذا برهان على قلة ضبطه للأسانيد، وذلك فضلاً عن كون البخاري لم يعبأ بحديثه، وقال: «ما يُصنع بهذا؟ هذا لا يشتغل به»، وضعف أبو حاتم حديثه في مس الذكر، وقال فيه: «رجل ليس بالمشهور».

فكيف يحتمل منه الانفراد عن جابر بحديث لم يتابع عليه؟ لاسيما وقد قال الخطابي: «كان ممن يرفع يديه إذا رأى البيت سفيان الثوري وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه. وضعف هؤلاء حديث جابر، لأن مهاجراً راويه عندهم: مجهول»، وقد امتنع الترمذي من تصحيح الحديث أو تحسينه وعبارته تدل على استغرابه،

<<  <  ج: ص:  >  >>