للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ونافع عن ابن عمر عن النبي : «ترفع الأيدي في سبع مواطن»، في الخبر: وعند استقبال البيت». ثم ساقه.

وذكر الطحاوي حديثي ابن عمر وابن عباس - الآتي ذكرهما قريباً - ثم قال: «فكان هذا الحديث مأخوذاً به، لا نعلم أحداً خالف شيئاً منه، غير رفع اليدين عند البيت، فإن قوماً ذهبوا إلى ذلك، واحتجوا بهذا الحديث. وخالفهم في ذلك آخرون، فكرهوا رفع اليدين عند رؤية البيت واحتجوا في ذلك … »، ثم ساق حديث جابر هذا، وقال: «فهذا جابر بن عبد الله يخبر أن ذلك من فعل اليهود، وليس من فعل أهل الإسلام، وأنهم يضي قد حجوا مع رسول الله فلم يفعل ذلك. فإن كان هذا الباب يؤخذ من طريق الإسناد، فإن هذا الإسناد أحسن من إسناد الحديث الأول. وإن كان ذلك يؤخذ من طريق تصحيح معاني الآثار، فإن جابراً قد أخبر أن ذلك من فعل اليهود. فقد يجوز أن يكون رسول الله أمر به على الاقتداء منه بهم، إذ كان حكمه أن يكون على شريعتهم لأنهم أهل كتاب، حتى يحدث الله ﷿ له شريعة تنسخ شريعتهم، ثم حج رسول الله فخالفهم، فلم يرفع يديه إذا من مخالفتهم. فحديث جابر أولى، لأن فيه مع تصحيح هذين الحديثين النسخ لحديث ابن عباس وابن عمر ».

وقال الخطابي في المعالم (٢/ ١٩١): «قلت: قد اختلف الناس في هذا، فكان ممن يرفع يديه إذا رأى البيت سفيان الثوري وابن المبارك، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه.

وضعف هؤلاء حديث جابر، لأن مهاجراً راويه عندهم مجهول، وذهبوا إلى حديث ابن عباس، عن النبي قال: «ترفع الأيدي في سبعة مواطن: افتتاح الصلاة، واستقبال البيت، وعلى الصفا والمروة والموقفين والجمرتين». وروي عن ابن عمر، أنه كان يرفع اليدين عند رؤية البيت، وعن ابن عباس مثل ذلك.

وساق البيهقي في الكبرى (٥/ ٧٣) حديث جابر هذا بعد حديث ابن عباس الآتي قريباً، ثم قال: «الأول مع إرساله [يعني: حديث ابن عباس] أشهر عند أهل العلم من حديث مهاجر، وله شواهد، وإن كانت مرسلة، والقول في مثل هذا قول من رأى وأثبت».

وقال في المعرفة (٧/ ٢٠١): «قال الشافعي في رواية أبي سعيد في الإملاء وليس في رفع اليدين شيء أكرهه ولا أستحبه عند رؤية البيت، وهو عندي حسن».

قال البيهقي: «وكأنه لم يعتمد على الحديث لانقطاعه، ورواه محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن الحكم، عن مقسم عن ابن عباس. وعن نافع عن ابن عمر، مرة موقوفاً عليهما، ومرة مرفوعاً إلى النبي ، دون ذكر البيت.

وروينا عن المهاجر المكي، أنه ذكر لجابر بن عبد الله رفع اليدين عند رؤية البيت؛ فقال: ما كنت أرى أحداً يفعل هذا إلا اليهود، قد حججنا مع رسول الله ، فلم نكن نفعله. وفي رواية أخرى: أفكنا نفعله؟

<<  <  ج: ص:  >  >>