ابن المبارك:«إذا اختلف الناس في حديث شعبة فكتاب غندر حكم بينهم» [الجرح والتعديل (٧/ ٢٢١). تهذيب الكمال (٢٥/٨)].
ومسكين بن بكير الحراني: لا بأس به، كان كثير الوهم، حدث عن شعبة بأحاديث لم يروها أحد، وله أوهام عن شعبة خالف فيها ثقات أصحابه، وكان يهم على الأوزاعي، قال الأثرم:«قلت لأبي عبد الله: نظرت في حديث مسكين عن شعبة فإذا فيها خطأ، فقال: من أين كان يضبط هو عن شعبة؟» [ضعفاء العقيلي (٤/ ٢٢١). علل الدارقطني (٦/ ٢٠٧/ ١٠٧٤) و (١١/ ٢٩٧/ ٢٢٩٤) و (١٢/ ١٦٨/ ٢٥٨١). التهذيب (١٢/ ٧١٢ - ط دار البر)].
• ويمكن هنا أن يقال: إن شعبة سمع أولا هذا الحديث من عمرو بن دينار لما سأله عن رفع الأيدي عند رؤية البيت، فلما أبان له أن هذا الحديث عند أبي قزعة، أتاه شعبة فسأله عنه، فحدثه به، والله أعلم.
لكن يشكل على ذلك إعراض الناس عن حديث عمرو بن دينار هذا حتى لا نجده إلا عند عبد الوهاب بن منده في فوائده بإسناد غريب إلى أبي جعفر النفيلي عن مسكين بن بكير به، ثم إن أحمد لما سئل عن حديث عمرو بن دينار هذا، قال: لا أعرفه، ونفى أن يكون من حديث عمرو بن دينار، فدل على غرابته من حديث شعبة، فلما علم أحمد أنه من حديث مسكين بن بكير عن شعبة، استنكره وقال بأنه ليس بشيء، فكأنه حمل فيه على مسكين، فلما سئل عن حاله، أضعيف هو؟ قال بأنه يخطئ في حديث شعبة.
فقد قال ابن هانئ في مسائله لأحمد (٢١٠٣ - ٢١٠٥): «قلت له: قال شعبة: سألت عمرو بن دينار عن رفع الأيدي؟ قال: قال أبو قزعة: حدثني مهاجر المكي، أنه قال: قد كنا نصلي؟ قال: لا أعرفه، وليس هذا عن عمرو بن دينار. قلت: حدثنا عن النفيلي، عن مسكين، عن شعبة. وحدثنا أصحابنا عن غندر، عن شعبة، عن أبي قزعة، لا يقول: عمرو بن دينار؟ قال: ليس بشيء. قلت له: مسكين ضعيف؟ قال: كان يخطئ في حديث شعبة».
وقوله: حدثنا عن النفيلي، يحتمل أن الذي حدثه به هو: أحمد بن محمد بن الأصفر، وهو الذي رواه من طريقه ابن منده، وابن الأصفر هذا ترجم له أبو نعيم في تاريخ أصبهان بقوله:«صاحب غرائب، من الحفاظ»، وقال ابن منده:«أحد الحفاظ»، وقال الدارقطني:«يروي عن الكوفيين، غيره أثبت منه» [فتح الباب (١١٥٦). تاريخ أصبهان (١/ ١٣٤). تاريخ بغداد (٦/ ٦٥). الثقات لابن قطلوبغا (١/ ٤٨٧)].
• قال الترمذي:«رفع اليدين عند رؤية البيت؛ إنما نعرفه من حديث شعبة، عن أبي قزعة. واسم أبي قزعة: سويد بن حجير»[وحكاه عنه أبو علي الطوسي].
وقال ابن خزيمة: «باب كراهة رفع اليدين عند رؤية البيت بذكر خبر مجمل غير مفسر، قد توهم بعض من لا يميز بين الخبر المجمل والمفسر أنه خلاف خبر عمر بن الخطاب أنه رفع يديه حين رأى البيت، ويحسب أنه خلاف خبر مقسم عن ابن عباس،