مكي تابعي ثقة، من الثالثة، عن عبد الله بن السائب بن أبي السائب [قارئ أهل مكة، له ولأبيه صحبة. التهذيب (٦/ ٧٠٧)]، قال: إني لأقوم بالناس في شهر رمضان إذ دخل عمر بن الخطاب ﵁، معتمراً، فسمعت تكبيره وأنا أؤم الناس، فدخل، فصلى بصلاتي - يعني: خلف المقام .. لفظ عبد المجيد وهشام [مقرونين عند الفاكهي].
ولفظ يحيى [عند ابن أبي شيبة]: قال: كنت أصلي بالناس في رمضان، فبينا أنا أصلي، سمعت تكبير عمر على باب المسجد قدم معتمراً، فدخل فصلى خلفي.
أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ١٦٣/ ٧٩٣١) و (٩/ ٧٩/ ١٦٣٠٣)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٤٦٥/ ١٠٢٤) و (٢/ ١٥٢/ ١٣٤٠)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ٣٨٣/ ٢١٥٠) (٤/١٣ - ط البيان) [وبسنده سقط].
وهذا موقوف على عمر بن الخطاب بإسناد صحيح، ويستدل به على جواز دخول مكة ليلاً، كما دخل النبي ﷺ مكة ليلاً من الجعرانة، في عمرة الجعرانة.
• خالفهم فوهم في إسناده: يحيى بن سعيد الأموي: حدثنا ابن جريج، قال: سمعت محمد بن عباد بن جعفر، يحدث عن عبد الله بن المسيب المخزومي - هكذا قال ابن الأموي - قال: ركعت ركعة وأنا أقوم للناس في رمضان، فسمعت تكبير عمر بن الخطاب ﵁، فعرفت تكبيره - قدم معتمراً -، فصلى ورائي، وصلى رسول الله ﷺ خلف عبد الرحمن بن عوف.
أخرجه أبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ٣٨٢/ ٢١٤٩).
قال البغوي: «عبد الله بن المسيب المخزومي: وهو وهم، إنما هو: عبد الله بن السائب»، وساق هذا الحديث، ثم قال: «وروى هذا الحديث: حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن محمد بن عباد، عن عبد الله بن السائب المخزومي، وهو الصواب» [وانظر: الإصابة (٦/ ٣٧٩)].
قلت: خالف أثبت أصحاب ابن جريج؛ فوهم في إسناده يحيى بن سعيد الأموي، وهو: ليس به بأس، صاحب غرائب، يهم على ابن جريج، والله أعلم.
١٣ - عن الحسن والحسين في الاعتمار ليلاً:
• يرويه: عبد الرحمن بن مهدي [ثقة حجة، إمام ناقد]، ومعاذ بن معاذ العنبري [ثقة متقن]، قالا:
حدثنا صالح بن أبي الأخضر، قال: حدثني خالد بن محمد بن زهير بن أبي أمية بن المغيرة، عن مولاة لهم، عن جدتها، أن الحسن والحسين قدما مكة معتمرين، فطافا بالبيت، وبين الصفا والمروة، ثم ارتحلا من مكانهما فرجعا ليلاً. لفظ معاذ [عند العقيلي].
ولفظ ابن مهدي [عند ابن أبي شيبة]: أن الحسن والحسين قدما مكة ليلاً فطافا ثم خرجا.