وهذا مرسل بإسناد صحيح، وروايته موافقة لما رواه موسى بن عقبة في المغازي، وكذلك ما رواه عروة مرسلاً، فيما تقدم ذكره.
٨ - مرسل موسى بن عقبة:
• أخرج موسى بن عقبة في المغازي (٣/ ١٢٨ - ١٣٢ - برواية ابن أخيه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة)، ومن طريقه البيهقي في السنن (٩/ ١٢٠)، وفي الدلائل (٥/٣٩): قصة الفتح بطولها، وفيها:
وبعث رسول الله ﷺ الزبير بن العوام على المهاجرين وخيلهم، وأمره أن يدخل من كداء من أعلى مكة، وأعطاه رايته وأمره أن يغرزها بالحَجُون، ولا يبرح حيث أمره يغرزها حتى يأتيه، وبعث رسول الله ﷺ خالد بن الوليد فيمن كان أسلم من قضاعة وبني سليم وناس أسلموا قبل ذلك، وأمره أن يدخل من أسفل مكة، وأمره أن يغرز رايته عند أدنى البيوت، … ، واندفع خالد بن الوليد حتى دخل من أسفل مكة، فلقيته بنو بكر فقاتلوه فهزموا، وقتل من بني بكر قريب من عشرين رجلاً، ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وانهزموا وقتلوا بالحَزْوَرَة حتى بلغ قتلهم باب المسجد، وفرَّ فضضهم حتى دخلوا الدور، وارتفعت طائفة منهم على الجبال واتبعهم المسلمون بالسيوف، … ، ولما علا رسول الله ﷺ ثنية كداء نظر إلى البارقة على الجبل مع فَضَض المشركين، فقال:«ما هذا؟ وقد نهيت عن القتال»، فقال المهاجرون: نظن أن خالداً قوتل وبدئ بالقتال فلم يكن له بد من أن يقاتل من قاتله، وما كان يا رسول الله ليعصيك ولا ليخالف أمرك، … ، إلى آخر القصة.
٩ - مرسل عبد الله بن أبي نجيح:
• يرويه: زياد بن عبد الله البكائي [ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق]، وسلمة بن الفضل [الأبرش الرازي: ثبت في ابن إسحاق. التهذيب (٢/ ٧٦)] [وعنه: محمد بن حميد الرازي، وهو: حافظ ضعيف، كثير المناكير، وقد توبع]:
عن محمد بن إسحاق [صدوق]، قال: وقد حدثني عبد الله بن أبي نجيح [ثقة] في حديثه: أن رسول الله ﷺ أمر خالد بن الوليد فدخل من الليط أسفل مكة، في بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم وسليم وغفار ومزينة وجهينة وقبائل من قبائل العرب، وأقبل أبو عبيدة بن الجراح بالصف من المسلمين، ينصب لمكة بين يدي رسول الله ﷺ، ودخل رسول الله ﷺ من أذاخر، حتى نزل بأعلى مكة، وضربت له هنالك قبته.
أخرجه ابن هشام في السيرة (٢/ ٤٠٧)، وابن جرير الطبري في التاريخ (٣/ ٥٧).
وهذا مرسل بإسناد جيد.
• ومما تقدم معنا في فضل الرحيم الودود في ثنية أذاخر:
• ما رواه هشام بن الغاز، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: هبطنا