للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

تقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٦٧) تنبيه: حكى الحميدي عن أبي العباس العذري؛ أن بمكة موضعاً ثالثاً يقال له: كُدَيّ وهو بالضم والتصغير، يخرج منه إلى جهة اليمن، قال المحب الطبري: حققه العذري عن أهل المعرفة بمكة، قال: وقد بني عليها باب مكة الذي يدخل منه أهل اليمن [وقد لخص ابن حجر بعضه من التوضيح لابن الملقن (١١/ ٢٨٤)].

• ومما قيل في هذين الموضعين: كداء وكُدى:

قال الفاكهي في أخبار مكة (٤/ ١٨٠): «كُدَاء: الجبل المشرف على المقبرة والوادي».

وقال ابن عبد البر في الاستذكار (٤/١٣): «هكذا يروون فيهما، الأولى بالفتحة، والثانية بالضمة».

وقال ابن الأثير في النهاية (٤/ ١٥٦): «وَكُدَاء بالفتح والمد: الثنية العليا بمكة مما يلي المقابر، وهو المعلا. وكُدَى بالضم والقصر: الثنية السفلى مما يلي باب العمرة. وأما كُدَيّ بالضم وتشديد الياء، فهو موضع بأسفل مكة».

• وانظر: مشارق الأنوار (١/ ٣٥٠)، وقد ذكر القاضي عياض اختلافاً شديداً في الروايات، في جعل أحد الموضعين مكان الآخر، مما يؤكد قول الخطابي في أعلام الحديث (٢/ ٨٦٤): «المحدثون قل ما يقيمون هذين الاسمين، وإنما هما كُدَى، وكُدَاء، وهما ثنيتان، وحتى تعقبه ياقوت الحموي في معجم البلدان بقوله (٤/ ٤٤١): «قلت: بهذا - كما تراه - يحجب عن القلب الصواب بكثرة اختلافه، والله المستعان».

وقال ياقوت الحموي في معجم البلدان (٤/ ٤٣٩): قال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم الأندلسي: كداء الممدودة بأعلى مكة عند المحصَّب، دار النبي من ذي طوى إليها. وكُدى بضم الكاف وتنوين الدال: بأسفل مكة عند ذي طوى بقرب شعب الشاميين، ومنها دار النبي إلى المحصب، فكأنه ضرب دائرة في دخوله وخروجه، بات بذي طوى ثم نهض إلى أعلى مكة فدخل منها، وفي خروجه خرج من أسفل مكة ثم رجع إلى المحصب. وأما كُدَيّ، مصغّراً: فإنما هو لمن خرج من مكة إلى اليمن وليس من هذين الطريقين في شيء، أخبرني بذلك كله أبو العباس أحمد بن عمر بن أنس العذري عن كل من لقي من مكة من أهل المعرفة بمواضعها من أهل العلم بالأحاديث الواردة في ذلك»، ثم أعاد حكاية كلام ابن حزم مرة أخرى (٤/ ٤٤١) مع بعض الزيادات.

وقال ابن الصلاح في شرح مشكل الوسيط (٣/ ٣٦٥): «قوله: يدخل من ثنية كداء بفتح الكاف، ويخرج من ثنية كُدى بضم الكاف والثنية عبارة عن الطريق الضيقة بين الجبلين. وثنية كداء: بفتح الكاف والمد: هي بأعلى مكة ينحدر منها إلى المقابر التي هي بالموضع الذي تسميه العامة المعلى على وزن المولى، وإلى المحصب وهو الأبطح مما يلي طريق منى. وأما ثنية كُدى: هي بضم الكاف والقصر والتنوين، وهي: بأسفل مكة إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>