وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ ضعيف في الحديث؛ ضعفه أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني، وغيرهما، ولا نعرف هذا الحديث مرفوعاً إلا من حديثه».
قلت: هذا حديث منكر؛ عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ضعيف، وقد تفرد به عن أبيه زيد بن أسلم، دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم، ولم يقل أحد من أصحاب ابن عمر أن ذلك وقع بفخ، وإنما كان بذي طوى.
• فقد رواه إسماعيل بن علية، عن أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر ﵄ إذا دخل أدنى الحرم أمسك عن التلبية، ثم يبيت بذي طوى، ثم يصلي به الصبح، ويغتسل، ويحدث أن نبي الله ﷺ كان يفعل ذلك. [أخرجه البخاري (١٥٧٣)].
• ورواه حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، أن ابن عمر كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى، حتى يصبح ويغتسل، ثم يدخل مكة نهاراً، ويذكر عن النبي ﷺ أنه فعله. [علقه البخاري (١٧٦٩)، ووصله مسلم (٢٢٧/ ١٢٥٩)].
• ورواه عبد الوارث بن سعيد: حدثنا أيوب، عن نافع، قال: كان ابن عمر ﵄ إذا صلى بالغداة بذي الحليفة أمر براحلته فرُحِلت، ثم ركب، فإذا استوت به استقبل القبلة قائماً، ثم يلبي حتى يبلغ المحرم، ثم يمسك، حتى إذا جاء ذا طوى بات به حتى يصبح، فإذا صلى الغداة اغتسل، وزعم أن رسول الله ﷺ فعل ذلك. [أخرجه البخاري (١٥٥٣)].
٣ - بكير بن عبد الله ابن الأشج، عن ابن عمر:
• يرويه هارون بن موسى بن طريف، قال: حدثنا ابن وهب [ثقة حافظ]، عن عمرو بن الحارث [ثقة ثبت، إمام فقيه]، قال: إن بكَيراً حدثه، أن ابن عمر ﵄ لم يكن يدخل مكة إلا غدوة، وكان يعرّس بذي طُوى، والناس والخلفاء يعرسون بذلك المكان.
أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٤/ ٢٢٠/ ٢٥٣٥).
قلت: بكير بن عبد الله بن الأشج: مدني نزيل مصر: ثقة ثبت، إمام، من الطبقة الخامسة، لم يسمع من ابن عمر، بل قيل: إنه لم يصح سماعه من الصحابة، ويقع بينه وبين ابن عمر: رجل أو رجلان.
وهذا حديث غريب من حديث ابن وهب، تفرد به عنه دون بقية أصحابه الثقات على كثرتهم: هارون بن موسى بن طريف؛ روى عنه جماعة، ولم أجد من وثقه، ولا من ترجم له، ولم أجد له رواية عن غير ابن وهب، روى له الفاكهي في (٢٨) موضعاً.
ولابن عمر حديثان آخران في دخول مكة:
• الحديث الأول: يرويه: يحيى بن عبد الله بن بكير: حدثنا الليث، قال يونس: أخبرني نافع، عن عبد الله ﵁؛ أن رسول الله ﷺ أقبل يوم الفتح من أعلى مكة على راحلته، مردفاً أسامة بن زيد، ومعه بلال، ومعه عثمان بن طلحة من الحجبة، حتى أناخ في المسجد، فأمره أن يأتي بمفتاح البيت، ففتح، ودخل رسول الله ﷺ ومعه أسامة، وبلال، وعثمان، فمكث فيها نهاراً طويلاً، ثم خرج، فاستبق الناس، فكان عبد الله بن