قال الدارقطني في تعليقاته على المجروحين (١٨٧): «عبد الرحمن بن القطامي: يروي عن أبي المهزم عن أبي هريرة نسخة موضوعة» [التنقيح (٣/ ٤٠٥)].
وروي نحوه عن ابن مسعود [أخرجه محمد بن طلحة النعالي في فوائده (٧١)] [وهو حديث موضوع، تفرد به عن أحمد بن حنبل: محمد بن عبد الله بن إبراهيم بن ثابت الأشناني البغدادي، قال الدارقطني: «كذاب دجال، يضع الأحاديث»، وقال الخطيب: «كان كذاباً، يضع الحديث». ضعفاء الدارقطني (٤٩٥). تاريخ بغداد (٥/ ٤٣٩). اللسان [(٧/ ٢٤٩)] وأبو الحسن محمد بن طلحة النعالي: كان رافضياً، يتتبع الغرائب والمناكير.
تارخ بغداد (٣/ ٣٧٠). تاريخ الإسلام (٩/ ٢٢٧). اللسان (٧/ ٢١٩)].
قال ابن الملقن في البدر المنير (٦/٤٥): «قال العقيلي: لا يصح في هذا شيء. وقال الدارقطني: لا يصح فيها شيء».
ومن الآثار الواردة في الباب:
١ - عن ابن عمر:
أ - روى يونس بن يزيد، ومعمر بن راشد، وأسامة بن زيد الليثي، وعبد الله بن عمر العمري:
عن ابن شهاب، عن سالم، قال: كان ابن عمر ينكر الاشتراط في الحج، ويقول: أليس حسبكم سنة رسول الله ﷺ، إن حبس أحدكم عن الحج طاف بالبيت، وبالصفا والمروة، ثم حلَّ من كل شيء حتى يحج عاماً قابلاً، ويهدي، ويصوم إن لم يجد هدياً.
لفظ يونس [عند البخاري، والنسائي واللفظ له].
ولفظ معمر [عند النسائي، والطحاوي] عن سالم، عن أبيه: أنه كان ينكر [وفي رواية: يكره] الاشتراط في الحج، ويقول: ما حسبكم سنة نبيكم ﷺ؛ إنه لم يشترط، فإن حبس أحدكم حابس؛ فليأت البيت فليطف به، وبين الصفا والمروة، ثم ليحلق أو يقصر، ثم ليحلل، وعليه الحج من قابل.
أخرجه البخاري (١٨١٠). [تقدم تخريجه في الفضل بالتفصيل (٢٤/ ٦٤٨/ ١٧٧٦)].
قلت: الشطر المرفوع من حديث ابن عمر إنما هو كون النبي ﷺ لم يشترط، وأما بقية الحديث المتعلق بحكم المحصر فهو موقوف على ابن عمر بإسناد صحيح على شرط الشيخين؛ دل على ذلك رواية مالك وعقيل بن خالد عن الزهري.
ب - فقد رواه أبو صالح [عبد الله بن صالح كاتب الليث]، قال: حدثني الليث [الليث بن سعد]، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سالم بن عبد الله، أن عبد الله بن عمر قال: من أُحصر بعد أن يُهلَّ بحج، فحبسه خوف أو مرض أو خلا له ظهر يحمله أو شيء من الأمور كلها؛ فإنه يتعالج لحبسه ذلك بكل شيء لا بد له منه، غير أنه لا يحل من النساء والطيب، ويفتدي بالفدية التي أمر الله بها صيام أو صدقة أو نسك، فإن فاته الحج وهو بمحبسه ذلك أو فاته أن يقف في مواقف عرفة قبل الفجر من ليلة