وعزاه السيوطي في الدر المنثور (٢/ ٢٧٥) لسعيد بن منصور، وأحمد في كتاب الإيمان، وأبي يعلى، وابن المنذر، والبيهقي، موصولاً ومرسلاً.
قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٣/ ٤٠٩): «هكذا رواه أحمد من رواية الثوري، وابن علية، عن ليث مرسلاً، وهو الصحيح».
قلت: وهذا مرسل بإسناد ضعيف؛ ليث بن أبي سليم: ضعيف.
• خالف أصحاب الثوري: نصر بن مزاحم [متروك، متهم. اللسان (٨/ ٢٦٧)]، فرواه عن سفيان، عن ليث، عن ابن سابط، عن أبي أمامة، رفع الحديث، … فذكره مختصراً.
أخرجه ابن عدي في الكامل (٨/ ٢٨٦)، وأنكره على نصر بن مزاحم، والمعروف في هذا عن الثوري مرسل، كما تقدم.
• ورواه ابن جريج [ثقة حافظ]، قال: وحدثت عن عبد الرحمن بن عبد الله بن ساط؛ أن النبي ﷺ قال: «من كان عنده زاد وراحلة فلم يحج، ولم يحبسه مرض حابس، أو سلطان جائر، أو حاجة ظاهرة؛ فليمت يهودياً أو نصرانياً أو ميتة جاهلية».
أخرجه ابن أبي عمر العدني في الإيمان (٣٧).
وهذا مرسل بإسناد ضعيف؛ شيخ ابن جريج مبهم، وهو عادة لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح، قال الدارقطني: «تجنب تدليس ابن جريج فإنه قبيح التدليس، لا يدلس إلا فيما سمعه من مجروح، مثل: إبراهيم بن أبي يحيى، وموسى بن عبيدة، وغيرهما»
[التهذيب (٢/ ٦١٧)]، والله أعلم.
٢ - حديث أبي هريرة:
• يرويه عبد الرحمن بن سعيد: حدثنا عبد الرحمن بن القطامي: حدثنا أبو المهزم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «من مات ولم يحج حجة الإسلام في غير وجع حابس، أو حجة ظاهرة، أو سلطان جائر، فليمت أي الميتتين إما يهودياً أو نصرانياً».
أخرجه ابن عدي (٥/ ٥٠٥) (٧/ ١١٠٨٨ - ٢٠٩ - ط الرشد)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٢١)، وفي التحقيق (١٢١١).
قال ابن الجوزي: «فيه أبو المهزم، واسمه: يزيد بن سفيان. قال يحيى: ليس حديثه بشيء، وقال النسائي: متروك الحديث. وفيه عبد الرحمن القطامي، قال عمرو بن علي الفلاس: كان كذاباً، وقال ابن حبان: يجب تنكب رواياته».
قلت: هو حديث باطل؛ أبو المهزم يزيد بن سفيان التميمي: متروك، روى أحاديث مناكير عن أبي هريرة، قال ابن عدي: «وعامة ما يرويه ليس بمحفوظ» [التاريخ الكبير (٨/ ٣٣٩). الكامل (٧/ ٢٦٦). ضعفاء أبي نعيم (٢٦٩). التهذيب (١٥/ ٦٤٤)].
وعبد الرحمن بن القطامي: متروك، منكر الحديث، كذبه الفلاس، يروي عن أبي المهزم عن أبي هريرة أحاديث أباطيل [الكامل لابن عدي (٥/ ٥٠٤). اللسان (٥/ ١١٩)].