المسور بن مخرمة، ومروان، يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا: خرج رسول الله ﷺ زمن الحديبية في بضع عشرة مئة من أصحابه، حتى إذا كانوا بذي الحليفة، قلَّد رسول الله ﷺ الهدي وأشعره، وأحرم بالعمرة، … فذكر الحديث، وفيه: قال: فلما فرغ من قضية الكتاب، قال رسول الله ﷺ لأصحابه:«قوموا، فانحروا، ثم احلقوا»، قال: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد، دخل على أم سلمة، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله، أتحب ذلك، اخرج ثم لا تكلم أحداً منهم كلمة حتى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج، فلم يكلم أحداً منهم، حتى فعل ذلك؛ نحر بدنه، ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا، فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غمّاً، … الحديث.
وفي رواية مختصرة [عند أحمد (٤/ ٣٢٧)]: عن المسور بن مخرمة ومروان، قالا: قلَّد رسول الله ﷺ الهدي وأشعره بذي الحليفة، وأحرم منها بالعمرة، وحلق بالحديبية في عمرته، وأمر أصحابه بذلك، ونحر بالحديبية قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك.
وفي رواية مختصرة [عند البخاري (١٨١١)]: عن المسور ﵁: أن رسول الله ﷺ نحر قبل أن يحلق، وأمر أصحابه بذلك.
أخرجه البخاري (١٨١١ و ٢٧٣١ و ٢٧٣٢). [تقدم تخريجه في الفضل (٢٤/ ١٤٣/ ١٧٥١)] [وسوف يأتي تخريجه بطرقه موسعاً إن شاء الله تعالى في موضعه من الفضل برقم (٢٧٦٥)].
• فإن قيل: قد نحر النبي ﷺ هديه بالحرم، فيقال: ثبت العرش ثم انقش:
• رواه عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل بن يونس، عن مجزأة بن زاهر الأسلمي، قال: حدثني ناجية بن جندب الأسلمي؛ أنه أتى النبي ﷺ حين صُدَّ الهدي، فقال: يا رسول الله، ابعث به معي فأنا أنحره، قال:«وكيف؟»، قال: آخذ به في أودية لا يقدر عليه، قال: فدفعه رسول الله ﷺ إليه، فانطلق به حتى نحره في الحرم. أخرجه النسائي في الكبرى (٤/ ٢٠٧/ ٤١٢١)، وهو حديث غريب، وقد انفرد به: إسرائيل بن يونس، وهو حديث شاذ، والله أعلم. [تقدم تخريجه في الفضل (٢٤/ ٣٥٨/ ١٧٦٢)]
• ورواه عمرو بن محمد العنقزي، ومُخَوَّل بن إبراهيم:
حدثنا إسرائيل، عن مجزأة بن زاهر، عن أبيه، عن ناجية بن جندب الأسلمي، قال: أتيت النبي ﷺ حين صُدَّ الهدي، فقلت: يا رسول الله ابعث معي بالهدي؛ فلننحره في الحرم، قال:«كيف تصنع به؟» قلت: آخذ به أودية فلا يقدرون عليه وفي رواية: أجريه في أودية لا يقدرون عليها، فانطلقت به حتى نحرته بالحرم.
أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٣/ ٣٦٨)، وهو حديث منكر. [تقدم تخريجه في الفضل (٢٤/ ٣٥٩/ ١٧٦٢)].