ورأى أن قد قضى طوافه الحج والعمرة بطوافه الأول، ثم قال: كذلك صنع النبي ﷺ. أخرجه البخاري (١٧٠٨). [تقدم تخريجه في الفضل (٢٦/٤٦/١٨٠٥)].
د - ورواه فليح بن سليمان، عن نافع، عن ابن عمر ﵄؛ أن رسول الله ﷺ خرج معتمراً، فحال كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر هديه وحلق رأسه بالحديبية، وقاضاهم على أن يعتمر العام المقبل، ولا يحمل سلاحاً عليهم إلا سيوفاً، ولا يقيم بها إلا ما أحبوا، فاعتمر من العام المقبل، فدخلها كما كان صالحهم، فلما أقام بها ثلاثاً، أمروه أن يخرج فخرج. أخرجه البخاري (٢٧٠١ و ٤٢٥٢). [تقدم تخريجه في الفضل (٢٦/ ٥١/ ١٨٠٥)]
هـ - وروى يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثني ميمون بن يحيى، عن مخرمة بن بكير، عن أبيه، قال: سمعت نافعاً مولى ابن عمر يقول: قال ابن عمر: إذا عُرِضَ للمحرم عدو، فإنه يحِلُّ حينئذ، قد فعل ذلك رسول الله ﷺ حين حبسته كفار قريش في عمرته عن البيت، فنحر هديه، وحلق، وحلَّ هو وأصحابه، ثم رجعوا حتى اعتمروا من العام المقبل.
أخرجه الطحاوي، وإسناده جيد في المتابعات. [تقدم تخريجه في الفضل (٢٦/ ٥٢/ ١٨٠٥)]
و - ورواه مالك بن أنس، عن نافع، عن عبد الله بن عمر؛ أنه قال حين خرج إلى مكة معتمراً في الفتنة: إن صُدِدتُ عن البيت، صنعنا كما صنعنا مع رسول الله ﷺ، فأهل بعمرة، من أجل أن رسول الله ﷺ أهل بعمرة عام الحديبية، ثم إن عبد الله نظر في أمره، فقال: ما أمرهما إلا واحد، ثم التفت إلى أصحابه، فقال: ما أمرهما إلا واحد، أشهدكم أني قد أوجبت الحج مع العمرة، ثم نفذ حتى جاء البيت، فطاف طوافاً واحداً، ورأى ذلك مجزياً عنه، وأهدى.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٤٨٤/ ١٠٤٢ - رواية يحيى الليثي)، ومن طريقه: البخاري (١٨٠٦ و ١٨١٣ و ٤١٨٣)، ومسلم (١٨٠/ ١٢٣٠). [تقدم تخريجه في الفضل (٢٦/٢١ /١٨٠٥)]
قال مالك:«فهذا الأمر عندنا فيمن أُحْصِرَ بعدو، كما أُحْصِرَ النبي ﷺ وأصحابه، فأما من أُحْصِرَ بغير عدو، فإنه لا يحل دون البيت».
ز - ورواه عبيد الله بن عمر العمري: حدثني نافع؛ أن عبد الله بن عبد الله وسالم بن عبد الله كَلَّما عبد الله حين نزل الحجاج لقتال ابن الزبير [قبل أن يقتل]، قالا: لا يضرك أن لا تحج العام، فإنا نخشى أن يكون بين الناس قتال، يُحال بينك وبين البيت، قال: فإن حيل بيني وبينه فعلت كما فعل رسول الله ﷺ وأنا معه، حين حالت كفار قريش بينه وبين البيت، فنحر رسول الله ﷺ هديه، وحلق رأسه، ثم رجع، أشهدكم أني قد أوجبت عمرة، فانطلق حتى أتى ذا الحليفة فلبي بالعمرة، ثم قال: إن خُلي سبيلي قضيت عمرتي،