وقال ابن قدامة في المغني (٥/ ٢٠٤): «فلو كان المرض يبيح الحل، ما احتاجت إلى شرط، وحديثهم متروك الظاهر، فإن مجرد الكسر والعرج لا يصير به حلالاً، فإن حملوه على أنه يبيح التحلل، حملناه على ما إذا اشترط الحل بذلك، على أن في حديثهم كلاماً، فإنه يرويه ابن عباس، ومذهبه خلافه».
• قلت: ومما يُعارض به حديث الحجاج بن عمرو أيضاً:
• ما قد ثبت عن ابن عمر، وابن عباس، وابن الزبير: أن من حبس دون البيت
بمرض، فإنه لا يحلُّ حتى يطوف بالبيت، وبين الصفا والمروة. [يأتي تخريجه بطرقه في الحديث الآتي].
• وثبت عن عائشة أنها قالت: ولا نعلم الحاج يحله شيء إلا الطواف بالبيت. وفي رواية: ولا نعلم المحرم يحله إلا الطواف بالبيت. [يأتي تخريجه في الحديث الآتي].
• وثبت عن ابن مسعود: أنه يبعث بالهدي؛ فإذا نحر بمكة حل، وعليه القضاء. [يأتي تخريجه في الحديث الآتي]، ويشهد له ما روي عن زيد بن ثابت [ويأتي تخريجه].
• وثبت عن ابن عمر وابن عباس أيضاً: «لا حصر إلا حصر العدو». [يأتي تخريجه بطرقه في الحديث الآتي].
• وثبت عن ابن عباس أيضاً: الحصر حصر العدو، فيبعث بهديه إذا كان لا يصل إلى البيت من العدو، فإن وجد من يبلغها عنه إلى مكة بعثها وأقام مكانه على إحرامه وواعده، فإن أمن فعليه أن يحج ويعتمر، فإن أصابه مرض يحبسه وليس معه هدي، حل حيث حُبِس، وإن كان معه هدي لا يحل حتى يبلغ محله، وليس عليه أن يحج من قابل ولا يعتمر إلا أن يشاء. [يأتي تخريجه في الحديث الآتي].
• وصح عن إبراهيم، عن علقمة في المحصر، قال: يبعث بهديه، فإذا ذبح حل. قال إبراهيم: سألني سعيد بن جبير عن هذا؟ فأخبرته، فقال بيده: هكذا قال ابن عباس.
• وصح عن إبراهيم، عن علقمة: ﴿فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ﴾؛ قال: من حبس أو مرض. قال إبراهيم: فحدثت به سعيد بن جبير، فقال: هكذا قال ابن عباس.
• قال ابن نصر المروزي في اختلاف الفقهاء (٤٠٠): «وقال أهل المدينة: إذا أحصر الرجل بعدو نحر أو ذبح حيث يحبس، وحلق أو قصر وحل من إحرامه ورجع، فليس عليه قضاء حج ولا عمرة؛ إلا أن يكون ما حج حجة الإسلام فيحج هذا إذا لم يشترط.
وإذا أحصر بمرض فليس له أن يحل، ولكن يثبت على إحرامه، وإن احتاج دواء تداوى به إلى أن يبرأ من مرضه، فإذا برأ مضى إلى البيت، فطاف به وسع بين الصفا والمروة، وحل في حج كان أو عمرة. وهو قول الشافعي.
وذهبوا إلى قصة الحديبية في حصر العدو: أن النبي ﷺ نحر الهدي في مكانه الذي أحصر فيه وحل ورجع. وفي الحصر بالمرض: إلى ما يروى عن أصحاب النبي ﷺ، عن