واقتصر أبو خالد [عند ابن أبي شيبة] على ذكر التخيير بين الأعمال الثلاثة.
أخرجه محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (٢/ ١٨٨)، وسعيد بن منصور في السنن (٣/ ٧٨/ ٣٢٦٩)، وابن أبي شيبة (٨/ ١٦١/ ١٤٢٩٦ - ١٤٣٠٠ - ط الشثري)، وابن جرير الطبري في التفسير (٣/ ٣٥١ و ٣٧٨ و ٣٩٤ و ٤١٠ و ٤١٣)، والطحاوي في شرح المعاني (٢/ ٢٥٠/ ٤١٣٢)، وفي شرح المشكل (١٥/ ١٥٢)، وفي أحكام القرآن (٢/ ٢٦٧ و ٢٦٨/ ١٧١٢ و ١٧١٣ و ١٧١٤)، وابن أبي حاتم في التفسير (١/ ٣٣٥ و ٣٣٧ و ٣٤٠/ ١٧٦٦ و ١٧٧٦ و ١٧٨٧). [الإتحاف (٧/ ١٠٥/ ٧٤٢٢)].
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد صحيح. تقدم تخريجه تحت الحديث رقم [(١٨٦١)] ومما يؤكد ما ذكرت أنه قد تحرف على النساخ علقمة، إلى: عكرمة، أن العيني نقله من مصنف ابن أبي شيبة بنصه، في نخب الأفكار (١٠/ ٢١٤)، وقال: علقمة، مكان: عكرمة، كذلك: فإن ابن أبي شيبة أتبعه (١٣٥٣٣) بقوله: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: سألني عن ذلك سعيد بن جبير، فأخبرته، فقال بيده هكذا، وعقد ثلاثين، هكذا قال ابن عباس. وإنما وقع هذا السؤال في رواية علقمة.
ب - وروى سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أيوب، عن عكرمة، أنه قال في المحصر يبعث بالهدي: فإذا أبلغ الهدي محله حلّ، وعليه الحج من قابل.
علقه بكر بن العلاء القشيري في أحكام القرآن (١/ ١٤٩)، وأبو بكر الجصاص في أحكام القرآن (١/ ٣٣٥).
وهذا مقطوع على عكرمة بإسناد صحيح، وفيه من المعارضة لما رواه عنه يحيى بن أبي كثير: أنه لو كان عنده عن رسول الله ﷺ: أنه يحل بمجرد الكسر والعرج لما علق الحل بإبلاغ الهدي محله، وإنما ظاهر الحديث أنه يحل بمجرد المرض المانع له من الوصول إلى الحرم، ولذلك فإن من احتمل حديث يحيى بن أبي كثير عن عكرمة تأوله بأن يكون المعنى: ففاته الحج، أن له أن يتحلل بعمرة، وعليه الحج من قابل.
واحتج بكر بن العلاء بهذا الأثر عن عكرمة على تضعيف حديث يحيى بن أبي كثير، فقال: «أحاديث الثقات تضعف هذا الحديث»، يعني: حديث يحيى.
ج - ورواه عبد الله بن أبي نجيح [مكي، ثقة]، عن عكرمة: أن المحصر يبعث بالهدي؛ فإذا بلغ الهدي محله حل، وعليه الحج من قابل.
علقه النحاس في معاني القرآن (١/ ١١٨).
وهذا صحيح عن عكرمة مقطوعاً عليه؛ إن صح الإسناد إلى ابن أبي نجيح.
ومن أقوى ما يُعارض به حديث يحيى بن أبي كثير هذا على ما وقع فيه من الاختلاف في سنده ومتنه: حديث الاشتراط في شهرته ودلالته:
• فقد رواه عباد بن العوام عن هلال بن حباب، عن عكرمة، عن ابن عباس؛ أن ضباعة بنت الزبير أتت النبي ﷺ، فقالت: يا رسول الله إني أريد الحج، أفأشترط؟ قال:
