قال البيهقي:«كذا وجدته في ثلاث نسخ، والصواب عن ابن عباس: في الأرنب عناق».
وهذا منقطع؛ الضحاك بن مزاحم: لم يسمع من ابن عباس، ولم يره [المراسيل لابن أبي حاتم (٣٣٨ - ٣٤٣ و ٣٤٦). الجرح والتعديل (١/ ١٣١) و (٤/ ٤٥٨). الضعفاء الكبير للعقيلي (٢/ ٢١٨)].
ج - وروى أحمد بن حازم حدثنا عمرو بن حماد، عن أسباط، عن سماك، عن عكرمة، قال: جاء رجل إلى ابن عباس، فقال: إني قتلت أرنباً وأنا محرم، فكيف ترى؟ قال: هي تمشي على أربع والعناق تمشي على أربع، وهي تأكل الشجر والعناق تأكل الشجر، وهي تجتر والعناق تجتر، أهد مكانها عناقاً.
أخرجه البيهقي (٥/ ١٨٤).
وهذا موقوف على ابن عباس بإسناد فيه لين؛ أسباط بن نصر: ليس بالقوي، قال الساجي:«روى أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب» [التهذيب (١/ ١٠٩)]، وعمرو بن حماد بن طلحة القناد: صدوق، قال الساجي:«عنده مناكير» [التهذيب (٣/ ٢٦٥)]، وأحمد بن حازم بن محمد بن يونس بن قيس بن أبي غرزة أبو عمرو الغفاري الكوفي صاحب المسند: قال فيه ابن حبان: «كان متقناً»، وقال الذهبي:«حافظ صدوق» [الجرح والتعديل (٢/٤٨). الثقات (٨/٤٤). المؤتلف للدارقطني (٣/ ١٦٨٨). السير (١٣/ ٢٣٩). تذكرة الحفاظ (٢/ ٥٩٤). تاريخ الإسلام (٢٠/ ٢٤٩)]؛ وقال عنه الدارقطني في الأفراد (٢/ ٢٢٤/ ٤٨٠٨ - أطرافه): يقال: إن أبا عمرو ابن أبي غرزة اختلط عليه حديث سهل بن عامر بحديث جعفر بن عون، قلت: ولم يكن هذا من جنس ما اختلط عليه، والله أعلم.
قلت: ومع ذلك؛ فإن هذين الإسنادين على ما فيهما من ضعف يسير، فلا يبعد أن يتقوى أحدهما بالآخر في مثل هذه الآثار، لا سيما ورواية الضحاك بن مزاحم ليس فيها سوى الانقطاع وهو مكثر عن ابن عباس، ورواية سماك عن عكرمة تحتمل في المتابعات، ومثل هذه الآثار أحياناً لا يكتب لها الاشتهار والانتشار مثل المرفوعات، وعليه فإن الرواية في فتوى ابن عباس بأن في الأرنب عناقاً: مقبولة، لما ثبت من وجوه عن عمر.
٣ - عن عبد الله بن عمر:
• يرويه: وهب بن جرير [ثقة]، قال: حدثنا شعبة، عن يعلى [يعلى بن عطاء العامري: ثقة، من الرابعة]، عن عمرو بن حبشي، قال: سمعت رجلاً يسأل عبد الله بن عمر عن رجل أصاب ولد أرنب؟ فقال: فيه ولد ماعز فيما أرى أنا، ثم قال لي: أكذاك؟ فقلت: أنت أعلم مني، فقال: قال الله تعالى: ﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ﴾.
أخرجه ابن جرير الطبري في التفسير (٨/ ٦٩٤)(٨/ ١٠٠/ ٢٨٨ - ط ابن الجوزي)، والبيهقي في الخلافيات (٣/ ٢٣٨ - اختصار ابن فرح).