للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولفظ يزيد بن أبي حكيم [عند ابن عساكر]: رميت ظبياً فأصبته، فما أخطأ حشاه، فقدمت على عمر، قال: كيف أصبته؟ فقلت: ما أصبته عمداً ولا خطأ، أردته وما تعمدت قتله، قال عمر: خلطت العمد والخطأ، قال: ورأيت عنده رجلاً كأن وجهه قلب فضة، قال له عمر: احكم، فحكم بشاة، فقال لي عمر: اذبح شاة، فأهرق دمها، وأطعم لحمها، وأعط إهابها رجلاً يتخذ منه سقاء، قال: فخرجت أنا وصاحبي، فقلت له: ما درى عمر حتى سأل صاحبه، فقال لي صاحبي: عظم شعائر الله انحر بدنة، قال: فبلغ عمر، فأرسل إلينا فعلاني بالدرة، ثم قال لي: أتقتل الصيد متعمداً قتله؟ فقلت له: أما إني لا أحل لك شيئاً حرم الله عليك، فقال: إني أراك شاباً فصيح اللسان، فسيح الصدر، وإنه ليكون في الرجل تسعة أخلاق حسنة ويكون فيه خلق سيئ، فيفسد الواحد تلك التسعة، إياك عثرات الشباب.

أخرجه ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٣٧٦)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٩/ ٢٤٤)

قال ابن عبد البر: «هكذا رواه الثوري مختصراً، واختصره أيضاً شعبة إلا أنه أكمل من حديث الثوري».

وهو حديث صحيح، دون سؤال عمر عن العمد والخطأ، فهو شاذ، والله أعلم.

• ورواه ابن أبي عمر العدني، وعلي بن المديني، وعبد الرزاق بن همام، وعيسى بن إبراهيم الغافقي [وهم ثقات]:

عن ابن عيينة، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر الأسدي، قال: خرجنا حجاجاً، فإنا لنسير إذ كثر مراء القوم: أيهما أسرع سعياً، الظبي أم الفرس؟ إذ سنح لنا ظبي، والسنوح هكذا، وأشار من قبل اليسار إلى اليمين، فرماه رجل منا، فما أخطأ خششاءه، فركب ردعه فسقط في يده، حتى قدمنا على عمر، فأتيناه وهو بمنى، فجلست بين يديه أنا وهو فأخبره الخبر، فقال: كيف أصبته أخطأ أم عمداً؟ قال سفيان: قال مسعر: لقد تعمدت رميه وما تعمدت قتله، قال: وحفظت أنه قال: فاختلط الرجل، فقال: ما أصبته خطأ ولا عمداً، فقال مسعر: فقال له: لقد شاركت العمد والخطأ، قال: فأنيخ [وفي رواية: ثم أجنح] إلى رجل، والله لكأن وجهه قلب فساوره [وفي رواية: فشاوره]، ثم أقبل علينا، فقال: خذ شاة، فأهرق دمها، وتصدق بلحمها، وأسق إهابها سقاء، قال: فقمنا من عنده، فقلت: أيها المستفتي ابن الخطاب إن فتيا ابن الخطاب لن يغني عنك من الله شيئاً، فانحر ناقتك، وعظم شعائر الله، والله ما علم عمر حتى سأل الرجل إلى جنبه فانطلق ذو العينين فنفاها إلى عمر، فوالله ما شعرت إلا وهو مقبل على صاحبي بالدرة صفوقاً، ثم قال: قاتلك الله أتعدى الفتيا، وتقتل الحرام؟ قال: ثم أقبل إليَّ، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا أحل لك شيئاً حرمه الله عليك، قال: فأخذ بمجامع ثيابي، فقال: إني أراك إنساناً فصيح اللسان، فسيح الصدر، وقد يكون في الرجل عشرة أخلاق،

<<  <  ج: ص:  >  >>