كتاب فضل الرحيم الودود تخريج سنن أبي داود

جامع أبواب جزاء الصيد - باب النعامة يقتلها المحرم - ج: 29 - ص: 550

قال ابن حجر في الفتح (١٢/ ١٣٢): «قوله: ولم يعاقب عمر صاحب الظبي، كأنه أشار بذلك إلى ما ذكره مالك منقطعا، ووصله سعيد بن منصور بسند صحيح عن قبيصة بن جابر، قال: خرجنا حجاجا فسنح لي ظبي … ، ولا يعارض هذا المنفي الذي في الترجمة لأن عمر إنما علاه بالدرة لما طعن في الحكم، وإلا لو وجبت عليه عقوبة بمجرد الفعل المذكور لما أخرها».

• تنبيه: وقع في سند ابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٣٧٧): يحيى بن سعيد، عن المسعودي، قال: حدثني سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، وهذا وهم؛ صوابه: يحيى بن سعيد، عن المسعودي، وقال [يعني: يحيى بن سعيد]: حدثني سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة، هكذا رواه يحيى بن سعيد القطان، عن المسعودي، وعن سفيان الثوري، كلاهما عن عبد الملك به، والله أعلم.

• قلت: هو حديث صحيح، وقاتل الظبي هو قبيصة بن جابر، كما جزم بذلك الشعبي في روايته عن قبيصة، وإنما اضطرب في ذلك عبد الملك بن عمير، كما انفرد أيضا بزيادة سؤال عمر عن العمد والخطأ، وهي زيادة شاذة، والله أعلم.

• ورواه أبو الوليد الطيالسي [هشام بن عبد الملك: ثقة ثبت]، وحجاج بن منهال [ثقة]، قالا:

حدثنا شعبة، قال: أخبرني عبد الملك بن عمير، قال: سمعت قبيصة بن جابر، قال: حججت أنا وصاحب لي، فرأينا ظبيا، قال: فقال أو قلت لصاحبي: أتراك تبلغه؟ قال: فأخذ صاحبي حجرا، فرماه، فأصاب خشاءه، فقتله، فأتى عمر ﵁، فذكر ذلك له، فقال له عمر: أعمدا قتلته أم خطأ؟ فقال: ما أدري، فقال: اعمد إلى شاة فاذبحها، وتصدق بلحمها، واجعل إهابها سقاء، أكذلك يا فلان؟ لرجل إلى جانبه، قال: فقلت لصاحبي: والله ما درى أمير المؤمنين حتى سأل الذي إلى جنبه، انحر ناقتك، قال: فعمد إلى ناقته فنحرها، فبلغ ذلك عمر، قال: فجاء فجعل يضربه، وقال: أتقتل الصيد وتعدي الفتيا.

أخرجه الطحاوي في أحكام القرآن (٢/ ٢٧٣/ ١٧١٧)، وابن عبد البر في الاستذكار (٤/ ٣٧٧).

وهو حديث صحيح، وقاتل الظبي هو قبيصة بن جابر، كما جزم بذلك الشعبي في روايته عن قبيصة، وإنما اضطرب في ذلك عبد الملك بن عمير، كما انفرد أيضا بزيادة سؤال عمر عن العمد والخطأ، وهي زيادة شاذة، والله أعلم.

• ورواه يحيى بن سعيد القطان [ثقة حجة، إمام ناقد]، ويزيد بن أبي حكيم [العدني: لا بأس به]:

حدثنا سفيان [الثوري]، قال: أخبرني عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، أن محرما قتل ظبيا، فقال له عمر: اذبح شاة، وأهرق دمها، وأطعم لحمها، وأعط إهابها رجلا يتخذه سقاء. لفظ القطان [عند ابن عبد البر].