للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بالكوفة في حياة كذا في المطبوع، ولعلها تحرفت عن: في جنازة الأعمش، عن إبراهيم، عن عمر، في بيض النعام. قال: ليس هذا من حديثه العتيق - يُضعفه -.

حدثنا ابن نمير، قال: سمعت أبا بكر [يعني: ابن عياش]، يقول: قلت للأعمش: سمعت إبراهيم يقول: قال عمر؛ في بيض النعام ثمنه؟ قال: لا. قلت: ممن سمعته؟ قال لا أدري».

وقال أبو القاسم الكعبي في قبول الأخبار (١/ ٢٧٢): «وحدثني زكريا بن علي - وكان من خير أهل الكوفة -، عن أبي بكر بن عياش، قال: قلت للأعمش: أحدثك إبراهيم عن عمر؛ في بيض النعام ثمنه؟ قال: ما سمعت عن إبراهيم في هذا شيئاً، إنما سمعت الناس يحدثون به. فقلت له: إن الثوري وشعبة يحدثان به عنك؛ أحدهما يقول: عن إبراهيم عن عمر. والآخر يقول: عن إبراهيم؟ قال: ما سمعت من إبراهيم في هذا شيئاً».

وقال أبو القاسم الكعبي في قبول الأخبار (١/ ٣٤٢) و (٢/٤١): «وروى سفيان، وأبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم؛ حديث بيض النعام، قال أحدهما: عن إبراهيم، عن عمر. وقال الآخر: عن إبراهيم. فسئل الأعمش فأنكر، وقال: إنما سمعت الناس يتحدثون به عن إبراهيم. روى ذلك عن الأعمش: أبو بكر بن عياش».

قلت: وفيما نقل أبو القاسم البلخي في هذا أراد به تنقص الأعمش، وأنه يحدث بما لا يسمع، وما هذا إلا تشغيب معروف من مبتدع مبغض لأهل السنة، لا يُقبل قوله فيهم، وهو: أبو القاسم البلخي عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي، إمام المعتزلة في زمانه، قال جعفر المستغفري: «لا أستجيز الرواية عن أمثاله»، وقال الصفدي: «وكان صلحاء أهل بلخ ينالون منه، ويقدحون فيه، ويرمونه بالزندقة»، وقد كان من شأنه التنقص من أئمة الحديث والسنة، ورميهم بالعظائم والطعن فيهم بالتشغيب، وهذا شأن كتابه: قبول الأخبار ومعرفة الرجال، وكلامه فيه يدل على جهله، حتى قال فيه ابن حجر في اللسان: «واشتمل كتابه في المحدثين على الغض من أكابرهم، وتتبع مثالبهم، سواء كان ذلك عن صحة أم لا، وسواء كان ذلك قادحاً أم غير قادح، … ، وحسبك ممن يذكر شعبة فيمن يعد كثير الخطأ، وعقد باباً أورد فيه مما يروونه مما ليس له معنى بزعمه، وباباً فيما يروونه متناقضاً؛ لسوء فهمه»، قلت: وقد أكثر النقل عن الواقدي في تخطئة مالك والحط عليه [تاريخ بغداد (١١/٢٥). تاريخ الإسلام (٧/ ٣٥٥). السير (١٤/ ٣١٣) و (١٥/ ٢٥٥). الوافي بالوفيات (١٧/١٧). اللسان (٤/ ٤٢٩)].

• ورواه أيضاً: إسماعيل بن عبد الله، وحفص بن غياث [ثقة ثبت]:

عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: في بيض النعام يصيبه المحرم، وأشباهه: قيمته. أخرجه عبد الرزاق (٥/ ١٣٩/ ٨٥٥٤)، وابن أبي شيبة (٨/ ٥٣٣/ ١٥٨٩٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>