عن مطر الوراق، عن معاوية بن قرة: أن رجلاً من الأنصار أوطأ أدحي نعامة، وهو محرم - يعني: عُشَّها - فكسر بيضة، فسأل علياً؟ فقال: عليك جنين ناقة، أو قال: ضراب ناقة، فخرج الأنصاري، فأتى النبي ﷺ فأخبره، فقال النبي ﷺ:«قد سمعت ما قال علي، ولكن هلم إلى الرخصة، صيام أو إطعام مسكين». لفظ معمر.
أخرجه عبد الرزاق (٥/ ١٣٨/ ٨٥٤٧)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٦/ ٣٠٩٢/ ٧١٤١). [المسند المصنف (٣٥/ ٣٣٦/ ١٧٠٩٥)].
وهذا مرسل، وهو يقوي رواية عبدة عن سعيد بن أبي عروبة، وأن المحفوظ فيه مرسل.
و - ورواه المغيرة بن مسلم، عن مطر، عن معاوية بن قرة، عن شيخ من أهل هَجَرَ، عن علي بن أبي طالب، عن النبي ﷺ نحوه.
أخرجه الدارقطني (٣/ ٢٧٧/ ٢٥٥٣)(٢/ ٧١٤/ ٢٥٨٩ - ط المكنز)، قال: حدثنا الحسين بن إسماعيل [القاضي المحاملي: ثقة حافظ، إمام مصنف]: حدثنا زكريا بن يحيى المدائني: حدثنا شبابة بن سوار [ثقة]: حدثنا المغيرة بن مسلم به. [الإتحاف (١٦/ ٦٥٩/ ٢١١٤٠)]
قال الدارقطني:«المغيرة بن مسلم: ليس بالقوي». [تخريج الأحاديث الضعاف للغساني (٦٣٣)].
قلت: وقد وقع في هذا الإسناد وهم آخر، والمغيرة بن مسلم القسملي: صدوق، لكن أحاديثه عن أبي الزبير مستنكرة، تكلم ابن معين والنسائي في حديثه عن أبي الزبير [شرح علل الترمذي (٢/ ٧٩٤). التهذيب (١٣/ ٢٢٧). فضل الرحيم الودود (٢٣/ ١٥١/ ١٧١٧)]، وقد تفرد هنا عن جماعة الثقات، بقوله في الإسناد:«عن شيخ من أهل هَجَرَ»؛ فوهم في ذلك، وزكريا بن يحيى بن أيوب أبو علي الضرير المدائني: روى عنه جماعة من الحفاظ، وقال الذهبي: «محله الصدق [تاريخ بغداد (٩/ ٤٧٠) تاريخ الإسلام (٦/ ٨٤)].
• والحاصل: فإن هذا الحديث لا يثبت لإرساله، ومداره على مطر بن طهمان الوراق، وهو صالح الحديث أخرج له مسلم في المتابعات، وهو: ضعيف في عطاء خاصة [التهذيب (١٢/ ٨١١)]؛ فلا يحتمل من مثله التفرد بهذا الحديث
• فإن قيل: رواه عبد الله بن محرر، عن معاوية بن قرة؛ أن سائلاً سأل علي بن أبي طالب ﵁ في زمان رسول الله ﷺ عن بيض النعام يصيبه المحرم؟ فأفتاه في ذلك بضراب ناقة، فمر على رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ:«ما قال لك علي؟» فأخبره، فقال النبي ﷺ: هلم إلى الرخصة؛ عليك صيام يوم، أو إطعام مسكين».
أخرجه محمد بن الحسن في الحجة على أهل المدينة (٢/ ٣٥٩)[تحرف فيه: عبد الله بن محرر إلى: عبيد الله بن محرز]، وعبد الرزاق (٥/ ١٣٩/ ٨٥٥٠ - ط التأصيل الثانية). [المسند المصنف (٣٥/ ٣٣٦/ ١٧٠٩٥)].