للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قارب الثقفي، وعبد الملك بن عمير، وهو أحسنهم سياقة له. ورواه عن عبد الملك بن عمير: جماعة من أهل الحديث، منهم: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الملك بن أبجر، والمسعودي، ومعمر بن راشد. ذكرها كلها علي بن المديني».

وقال الخطيب في الموضح (١/ ٢١٩) بعد أن نقل كلام ابن معين: «وقد وهم يحيى في هذا القول، لأن شيخ مالك اسمه عبد الملك بن قرير - بالراء لا بالباء -، ولأن شيخ مالك يروي عن محمد بن سيرين، والأصمعي ما روى عن ابن سيرين ولا أدركه … ، وعبد الملك هذا: من عبد القيس، وله أخ يسمى عبد العزيز، حدث عن الأحنف بن قيس، وعن محمد بن سيرين أيضا، روى عنه: سفيان الثوري، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعطاف بن خالد المخزومي، وأما عبد الملك: فلا أعلمه روى عنه غير مالك، ثم أسند إلى: أحمد بن سعد بن أبي مريم [ثقة، له سؤالات عن ابن معين]، قال: قال يحيى بن معين: وليس يغلط مالك في شيء إلا في رجل من رجال، يقول: عبد العزيز بن قرير، وإنما هو عبد الملك بن قريب وهو الأصمعي. قال ابن أبي مريم: فذكرت قوله ليحيى بن بكير؛ فقال: إن يحيى بن معين غلط؛ كان ابن أخيه عندنا بمصر ابن عبد العزيز بن قرير، وكان لي أخا وصديقا، هو كما قال مالك. وقال لي يحيى بن بكير: قد كان ابن أخيه عندنا بمصر ابن عبد العزيز بن قرير، وكان ابن الدراوردي يروي عن أبيه، فقلت له: ألك عم؟ فقال لي: نعم، كان عمي يقال له: عبد الملك بن قرير، روى عنه مالك بن أنس. قلت: وقول يحيى في أول الخبر حين سمى شيخ مالك عبد العزيز؛ غلط، لأنه عبد الملك، وأحسب الوهم في ذلك من ابن أبي مريم، وإلا فمن الراوي عنه، والله أعلم».

وقال في المتفق (١/ ١٠٩) بعد سياق كلام ابن معين: «قد غلط ابن معين في هذا القول غلطا ظاهرا، وأخطأ خطأ فاحشا، وحديث مالك صحيح، رواه عنه كافة أصحابه، وساقه في موطأه عن عبد الملك بن قرير عن محمد بن سيرين، ويرى أن الوهم دخل فيه على يحيى لاتفاق الاسمين، وتقارب الأبوين، أعني: من عبد الملك بن قرير، وعبد الملك بن قريب، … »، ثم ذكر القرينة التي جعلت ابن معين يقول ذلك، وهي كون الأصمعي أخبره أن مالكا سمع منه، ولذا قضى على مالك بالخطأ وألزمه الوهم، قال الخطيب: «ولو أمعن يحيى النظر لعلم أن الأصمعي لا يروي عن محمد بن سيرين، وعبد الملك بن قرير الذي روى عنه مالك هو العبدي أخو عبد العزيز بن قرير من أهل البصرة، ولا أعلم روى عن عبد الملك غير مالك، وأما عبد العزيز: فروى عنه سفيان الثوري وعطاف بن خالد، وهو يروي عن الأحنف بن قيس وعن محمد بن سيرين أيضا، فإذا كان يحيى بن معين لم يسلم من الوهم - مع ثبوت قدمه في هذا العلم لأدنى شبهة دخلت عليه من قبل كلام وقع إليه - فكيف يكون حال من هو دونه، إذا ورد اسمان في كل

<<  <  ج: ص:  >  >>