للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحديث من كعب بن عجرة: أن أشعث بن سوار، قد رواه عن عامر الشعبي، عن عبد الله بن معقل، عن كعب بن عجرة، هكذا بإثبات الواسطة بينهما [وسيأتي تخريجه في آخر طرق حديث عبد الله بن معقل عن كعب].

ولا أستبعد أن يكون ذلك من داود بن أبي هند نفسه، فإنه وإن كان ثقة ضابطا إلا أنه قد وجد من النقاد من تكلم فيه، ولا يكون ذلك إلا لكون الناقد قد وجد له أوهاما فحمل عليه لأجلها، مثل ابن حبان حين قال عنه: (وكان داود من خيار أهل البصرة، من المتقنين في) الروايات؛ إلا إنه كان يهم إذا حدث من حفظه [الثقات (٦/ ٢٧٨)]، وأحمد وإن كان قد وثقه وأثنى عليه في رواية ابنه عبد الله [العلل (٧٤١ و ٨٩٢ و ٢٦٦٩). الجعديات (١٤٩٣)]، لكن قال عبد الله بن أحمد في العلل (٥٨٥): «قال أبي: داود بن أبي هند بصري، كانوا يقولون»: إن أصله خراساني. فقلت: أيهما أعجب إليك؛ إسماعيل بن أبي خالد، أو داود - يعني ابن أبي هند؟ فقال: إسماعيل أحفظ عندي منه. قال: قل ما اختلف عن إسماعيل، وداود يختلف عنه، قلت: وقد اختلف الثقات عليه في هذا الحديث، في إسناده ومتنه، وقال الأثرم عن أحمد: «كان كثير الاضطراب والخلاف» [التهذيب (٤/ ١٩٤) وقال أبو داود: «كان داود بن أبي هند رجل البصرة، إلا أنه خولف في غير حديث» [سؤالات الآجري (٩٦٣) يعني: كان يقع منه ما يخالف الثقات، فتوافقت بذلك أقوال أحمد وأبي داود وابن حبان على نفس المعنى، وقال ابن المديني: «سمع داود وعاصم من الشعبي بواسط» [التاريخ الكبير (٤/ ٨٩ - ط الناشر المتميز)]، ولم يخرج له البخاري إلا تعليقا، وروى له مسلم عن الشعبي فيما توبع عليه، وانظر فيما قصر داود بن أبي هند بإسناده، أو وهم فيه: علل الدارقطني (٤/ ٣١١/ ٥٨٥) و (٦/ ٨٣/ ٩٩٤) و (٦/ ١٠٠٨/ ١٠٣) و (٨/ ٢٩٤/ ١٥٨٢) و (١٠/١٨/١٨٢٢)، وأما اختلاف أصحاب داود عليه؛ فهو كثير.

* وهذا الحديث قد اختلف في إسناده أصحاب داود على أربعة أقوال، رواها عنه ثقات أصحابه، وبعضهم من أثبت أهل البصرة، ومن كبار حفاظهم ومتقنيهم، والأشبه عندي أن داود قد حدثهم جميعا بهذه الأوجه، لكن الصحيح منه واحد فقط، وهو ما حدث به حماد بن سلمة وهماما، ووافق بذلك عامة المرويات لإسناد هذا الحديث؛ فإن أكثر من رواه إنما رواه من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى، والله أعلم.

كذلك فإن داود بن أبي هند [في رواية يزيد بن زريع، وعبد الوهاب الثقفي، ويزيد بن هارون، وإسماعيل بن علية عنه] خالف جمهور من روى هذا الحديث من طريق عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب في التخيير بين الخصال الثلاثة، فجعلها على الترتيب، فبدأ أولا بالدم، فلما لم يجد خيره بين الصيام والإطعام، وهذا اللفظ شاذ من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى، وإنما يعرف هذا الترتيب من حديث عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة، هذا مع انعقاد الإجماع على التخيير في هذه الفدية.

<<  <  ج: ص:  >  >>