وقد رواه على التخيير: حماد بن سلمة، ووهيب بن خالد: عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب. وسقط ذكر ابن أبي ليلى من رواية وهيب.
ورواه أيضا بالتخيير: أبو قلابة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب. [وهذا قد أخرجه مسلم].
ورواه كذلك بالتخيير جماعة من الحفاظ، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب. [وقد اتفق الشيخان على إخراجه من وجوه].
• وهذا هو الصواب في هذا الحديث في سنده ومتنه فيما يظهر لي بعد البحث والنظر، ومما يؤيد ذلك: إعراض الشيخين عن إخراج حديث داود، وأعرض عنه كذلك أصحاب الكتب الستة عدا أبي داود، ولم يخرجه أيضا: أحد من أصحاب الصحاح، سوى أبي عوانة، وإنما أخرج منه حديث حماد بن سلمة الذي أصاب في إسناده ومتنه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
• ولا يستغرب من الثقة الثبت داود بن أبي هند أنه أخطأ في إسناد هذا الحديث ومتنه؛ فقد أخطأ أيضا في إسناد هذا الحديث من هو أعلى مقاما ومكانة ومنزلة وضبطا وإتقانا من داود؛ فها هو الإمام مالك يخطئ في إسناد هذا الحديث:
• فقد رواه مالك، عن عبد الكريم بن مالك الجزري، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة [يأتي تخريجه برقم (١٨٦١)]، حتى قال الشافعي: «غلط مالك بن أنس في الحديث، الحفاظ حفظوه عن عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، وقال أبو حاتم في العلل: «أسقط مالك مجاهدا من الإسناد؛ إنما هو: عبد الكريم، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة، عن النبي ﷺ».
• ورواه أحمد بن حنبل [ثقة حجة، إمام فقيه]، قال: حدثنا سفيان، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، أن النبي ﷺ أمر كعبا حين حلق رأسه أن يذبح شاة، أو يصوم ثلاثة أيام، أو يطعم فرقا بين ستة مساكين.
هكذا وقع التقصير في إسناده بالإرسال، وهو متصل برواية جماعة من الثقات الحفاظ من أصحاب ابن عيينة.
• ورواه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت]، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: مر النبي ﷺ بكعب بن عجرة.
هكذا وقع التقصير في إسناده بالإرسال، وهو متصل برواية جماعة من الثقات من أصحاب ابن أبي نجيح: سفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وورقاء بن عمر اليشكري، وشبل بن عباد، وعيسى بن ميمون الجرشي، ومعمر بن راشد:
عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة.
