للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

• سبعة من الثقات، فيهم شعبة، وفيهم اثنان وصفا بأنهما ممن إليهم المنتهى في التثبت بالبصرة، وهما يزيد بن زريع، وإسماعيل بن علية وقد اختلف عليه، ثم تابعهم ثلاثة صرحوا فيه بسماع الشعبي من كعب، وفيهم واحد أيضا ممن وصف بأنه إليه المنتهى في التثبت بالبصرة، وهو: بشر بن المفضل.

فإن هذا القول قد حظي بالنصيب الأوفر من القرائن الدالة على صحة مدعاه، فكيف يوفق بعد ذلك بين هذا القول، وبين قول من جزم بأن الشعبي لم يسمع هذا الحديث من كعب، وأن بينهما عبد الرحمن بن أبي ليلى، سواء في هذا الحديث بعينه، أو بإطلاق:

• قال العباس الدوري في تاريخ ابن معين (٢٥٦١): «قيل ليحيى: سمع الشعبي من كعب بن عجرة؟ قال: سمع من عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة».

وقال الطحاوي: هكذا رواه يزيد بن زريع، عن داود، لم يذكر فيه ابن أبي ليلى، وقد بين فيه أن الصدقة ثلاثة أصواع من تمر، وبدأ فيه بذكر الدم، وجعل التخيير في الصنفين الباقيين بعده. وقد روى وهيب بن خالد هذا الحديث عن داود، كما رواه يزيد بن زريع في إسناده، فلم يذكر فيه ابن أبي ليلى، وقال فيه عن الشعبي، قال: حدثني كعب بن عجرة.

وقال ابن حزم (٥/ ٢٢٩): «لم يسمعه الشعبي من كعب على ما ذكرنا قبل».

وقال أيضا (٥/ ٢٣٠): «قد بينا أن الشعبي لم يسمعه من كعب، فحصل منقطعا».

وقال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٢٣٦): «من روى الحديث عن أبي قلابة، عن كعب بن عجرة، أو عن الشعبي، عن كعب بن عجرة: فليس بشيء، والصحيح فيه: عن أبي قلابة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة، وأما الشعبي: فاختلف فيه عليه؛ فرواه بعضهم عنه عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن كعب بن عجرة. وبعضهم عنه عن عبد الله بن معقل عن كعب بن عجرة. وبعضهم جعله عن الشعبي عن كعب بن عجرة. ولم يسمع الشعبي من كعب بن عجرة، ولا سمعه أبو قلابة من كعب بن عجرة، والله أعلم».

وقال ابن حجر في الفتح (٤/١٣): «وجاء عن أبي قلابة والشعبي أيضا عن كعب، وروايتهما عند أحمد، لكن الصواب أن بينهما واسطة، وهو ابن أبي ليلى على الصحيح».

وقال في العجاب (١/ ٤٩٣): «وأرسله أبو قلابة والشعبي عن كعب، وهو عند أحمد أيضا».

قلت: قد جزم جماعة من النقاد بعدم سماع الشعبي لهذا الحديث من كعب بن عجرة، فإن عامة أسانيد هذا الحديث مدارها على عبد الرحمن بن أبي ليلى، ومن أسقطه من إسناد أبي قلابة أو الشعبي أو مجاهد فقد قصر به، ومما يؤكد عدم سماع الشعبي لهذا

<<  <  ج: ص:  >  >>