للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أبو بكر: الطافي حلال. وقال ابن عباس: طعامه ميتته؛ إلا ما قَذِرتَ منها، والجِرِّيُّ لا تأكله اليهود ونحن نأكله. وقال شريح صاحب النبي : كل شيء في البحر مذبوح. وقال عطاء: أما الطير فأرى أن يذبحه. وقال ابن جريج: قلت لعطاء: صيد الأنهار وقلات السيل، أصيد بحر هو؟ قال: نعم، ثم تلا: ﴿هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ، وَمِنْ كُلِّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا﴾. وركب الحسن على سرج من جلود كلاب الماء. وقال الشعبي: لو أن أهلي أكلوا الضفادع لأطعمتهم. ولم ير الحسن بالسلحفاة بأساً. وقال ابن عباس: كُلِّ من صيد البحر نصراني أو يهودي أو مجوسي. وقال أبو الدرداء في المري: «ذبح الخمر النينان والشمس».

قلت: ليس مقصودي من هذا الباب تحرير مسائل ما يحل وما يحرم من صيد البحر، ولا حكم الطافي منه، ولا حكم ما يعيش في البحر والبر، وإنما ما يتعلق فقط بما يحرم على المحرم صيده من ذلك.

قلت: وأثر شريح يتعلق بما يخرج من البحر فيبقى حياً، مثل كلب الماء، وترس الماء، فهل يذكى، أم لا؟ والصواب أنه يذكى ولا يكون حكمه حكم السمك؛ لأن السمك يموت بعد خروجه من الماء، وأما ما لا يموت بخروجه من الماء فإنه يذكى الإخراج الدم منه، قال به مالك وأحمد.

قال عبد الله بن أحمد في مسائله (١٠١٢): «سألت أبي عن أكل كلب الماء؟ فقال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار، وأبي الزبير؛ سمعا شريحاً - رجل أدرك النبي : كل شيء في البحر مذبوح. فذكرت ذلك لعطاء؟ فقال: أما الطير فأرى أن يذبحه». وقال أحمد: «كلب الماء يذبحه» [المغني لابن قدامة (١٣/ ٣٤٤)].

قلت: رواه يحيى بن سعيد القطان ثقة حجة، إمام ناقد، وشعيب بن إسحاق [ثقة]: عن ابن جريج، قال: أخبرني عمرو بن دينار وأبو الزبير؛ أنهما سمعا شريحاً - رجلاً أدرك النبي ، يقول: كل شيء في البحر مذبوح. فذكرت ذلك لعطاء؟ فقال: أما الطير فأرى أن يذبحه.

أخرجه مسدد في مسنده (٥/٢٨٨/٤٦٨٥ - إتحاف الخيرة) (١٠/٦٣٨/٢٣٦٥ مطالب)، والبخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢٢٨) (٥/ ٣٧٠ - ط الناشر المتميز)، وعبد الله بن أحمد في مسائله لأبيه (١٠١٢)، والدارقطني في المؤتلف (٣/ ١٢٧٤)، وابن منده في المعرفة (٣/١٩٣/٢٥٢١ - الجامع لما في المصنفات الجوامع)، وأبو علي الغساني في تقييد المهمل (٢/ ٧٢١).

وهذا موقوف على شريح بإسناد صحيح، ومعناه: أنه ذكي لا يحتاج إلى الذبح. وقد وهم بعضهم في رفعه:

فقد رواه الحسين بن القاسم الكوكبي [قال الخطيب]: «صاحب أخبار وآداب، وما

علمت من حاله إلا خيراً»، وقال ابن حجر في اللسان: «أخباري مشهور، رأيت في أخباره»

<<  <  ج: ص:  >  >>