للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

نثرة حوت، ولا أنه قال: هو من صيد البحر، خرج أوله من منخر حوت، وإنما الذي ثبت عنه أنه قال في الجراد بالفدية، مما يدل على أنه كان يراه من صيد البر، والله أعلم.

• ثبت إقرار عمر بن الخطاب على أصل الفدية عن الجراد، وفيه ما يخالف ما روي عن كعب الأحبار أنه من صيد البحر، وإنما كان يراه من صيد البر، وأن الجرادة تُفدى بدرهم على قول كعب، وخالفه عمر.

• لا يثبت عن عمر أنه حكم في الجرادة بتمرة، وإنما صح عنه أنه قال: «تمرة خير من جرادة»، يعني: أنها أكثر من قيمتها، ولذا روي عنه أنه أفتى فيها بقبضة من طعام.

نرجع بعد ذلك إلى ذكر ما روي في الباب مرفوعاً في الجراد، وأنه نثرة حوت:

١ - عن جابر وأنس:

• يرويه: محمود بن غيلان وهارون بن عبد الله الحمال، ويحيى بن معين، وأبو جعفر أحمد بن الخليل البرجُلاني، ومحمد بن عبيد الله بن يزيد أبو جعفر بن أبي داود ابن المنادي [وهم ثقات]، قالوا:

حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم [ثقة ثبت]، قال: حدثنا زياد بن عبد الله بن علاثة مقل، وثقه ابن معين، وله حديث خلط في إسناده تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ١٧٦). (٧٨٥). الجرح والتعديل (٣/ ٥٣٧). تاريخ بغداد (٩/ ٥٠٢). [التهذيب (٤/ ٥٦٧ - ط دار البر)]، عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، وأنس بن مالك، قالا: كان رسول الله إذا دعا على الجراد قال: «اللهم أهلك الجراد، اقتل كباره، وأهلك صغاره، وأفسد بيضه، واقطع دابره، وخذ بأفواههم عن معاشنا وأرزاقنا، إنك سميع الدعاء»، قال: فقال رجل: يا رسول الله كيف تدعو على جند من أجناد الله بقطع دابره؟ قال: فقال رسول الله : «إنها نثرةُ حُوتٍ في البحر». لفظ ابن غيلان [عند الترمذي]، وبنحوه رواه هارون [عند ابن ماجه]، وقال في آخره: «إن الجراد نثرة الحوت في البحر». قال هاشم بن القاسم: قال زياد [ابن علاثة]: فحدثني من رأى الحوت ينثره. وبنحوه رواه هارون والبرجلاني مقرونين [عند الخطيب]، وفيه الزيادة.

ولفظ ابن المنادي [عند الواحدي]: عن جابر، وأنس بن مالك، عن رسول الله ، أنه كان يدعو على الجراد، يقول: «اللهم أهلك الجراد، اللهم اقطع دابره، اللهم اقتل كباره، وأهلك صغاره، وأفسد بيضه، وخذ بأفواهه من معايشنا وأرزاقنا، إنك سميع الدعاء».

ولفظ ابن معين [عند الطبراني]: عن جابر بن عبد الله، وأنس، قالا: كان رسول الله إذا استسقى، قال: «اللهم اسقنا سقيا واسعةً، وادعةً نافعةً، تشبع بها الأموال والأنفس، غيثاً هنيئاً مريئاً، طبقاً، مجللاً، تسبغ به على بادينا وحاضرنا، تنزل به من بركات السماوات، وتخرج لنا به من بركات الأرض، وتجعلنا عنده من الشاكرين، إنك سميع الدعاء»، وكان إذا دعا على الجراد قال: «اللهم اقتل كباره، وأهلك صغاره، وأفسد بيضه، واقطع نسله». هكذا قرن به حديثاً آخر في دعاء الاستسقاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>