للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لم تأكل لم تفقه، قال: وصنعت في الجرادة ماذا؟ قال: صنعت أن تصدقت بدرهم، قال: فقال: بخ بخ، إنكم يا أهل حمص كثير دراهمكم، لتمرة خير من جرادة.

أخرجه أبو يوسف في الآثار (٥٠٤).

قلت: لا يصح هذا عن عمر بن الخطاب، ولا عن كعب الأحبار، حماد بن أبي سليمان: صدوق، وقد تكلم في روايته عن إبراهيم النخعي، فقد كان كثير الخطأ والوهم [انظر: التهذيب (١/ ٤٨٣) وأبو حنيفة النعمان بن ثابت: ضعيف، وقد صاغه صياغة فقهية، والصحيح في طرف الصيد ما رواه سفيان الثوري، عن منصور بن المعتمر، عن إبراهيم بن يزيد النخعي، عن الأسود بن يزيد، عن عمر، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١٨٥٢)، وأما طرف الجراد فقد صح عن عمر من وجه آخر:

• فقد رواه أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عمر بن الخطاب؛ أنه قال في محرم أصاب جرادة: لتمرة خير من جرادة.

أخرجه ابن أبي شيبة (٩/ ٨٨/ ١٦٣٤٧ - ط الشثري)، ومن طريقه ابن حزم في المحلى (٥/ ٢٥٥).

وهذا موقوف على عمر بإسناد صحيح.

• وعلقه ابن بطال في شرح البخاري (٤/ ٤٧٧)، من وجه آخر، قال: روى شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود؛ أن كعبا قال لعمر: إن قوما استفتوني في محرم قتل جرادة؟ فأفتيتهم أن فيها درهم، فقال: إنكم بأهل مصر كثيرة دراهمكم، لتمرة خير من جرادة.

وهذا موقوف بإسناد صحيح؛ لو صح إسناده إلى شعبة.

• وأخرج عبد الرزاق (٥/ ١٣١/ ٨٥٠١ - ط التأصيل الثانية) نحوه عن معمر والثوري عن إبراهيم به، لكن في إسناده سقط بين معمر والثوري وبين إبراهيم.

• وروى مالك، عن زيد بن أسلم؛ أن رجلا جاء إلى عمر بن الخطاب، فقال: يا أمير المؤمنين، إني أصبت جرادات بسوطي وأنا محرم؟ فقال له عمر: أطعم قبضة من طعام.

أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٥٥٥/ ١٢٤٨ - رواية يحيى الليثي) (ق ٦٢/ ب - موطأ ابن القاسم برواية سحنون) (٩٢٤ - ط مسك) (١٢٥٤ - رواية أبي مصعب) (٢/ ١٤٨/ ١٢٣٤ - رواية ابن بكير) (٥٩٢ - رواية الحدثاني) (٤٤٥ - رواية الشيباني).

وعنه: أشهب بن عبد العزيز في المدونة (١٩٥ - الرابع والخامس من كتاب الحج).

وهذا منقطع، زيد بن أسلم: لم يدرك عمر، إنما يروي عنه بواسطة أبيه أسلم.

ومما يقوي هذا الأثر عن عمر: إخراج مالك له في الموطأ، وقد ثبت عن ابن عمر وابن عباس القول في الجرادة: بقبضة من طعام [ويأتي ذكره في فيمن قال بالجزاء]، وذلك لأن ابن عمر كان يأخذ عن أبيه، وكذلك ابن عباس ممن كان يذهب مذهب عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>